النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

التمييز

صفحة 443 - الجزء 1

  قوله: (عن ذات) خرجت الحال فإنها عن هيئة الفاعل، ورجع القهقري فإنه يقع عن هيئة الفعل⁣(⁣١).

  قوله: (مذكورة أو مقدرة) تقسيم بعد تمام الحد للتمييز وقد اعترض حده، فإن (ما) جنس للحد، وبأنها تستعمل على الاسم والفعل والحرف، وبالصفة نحو (رأيت رجلا أحمر) و (رأيت هذا الرجل) فإنه رفع إبهاما مستقرا عن ذات لا عن صفة، قال ركن الدين:⁣(⁣٢) لا يرد عليه (رأيت هذا الرجل) لأنه معرفة، والتمييز نكرة، وللمعترض أن يقول: عبارته أدت إلى هذا، وزاد نجم الدين:⁣(⁣٣) عطف البيان نحو (جاءني العالم زيد) والبدل من الضمير الغائب نحو (مررت به زيد) وقد اختلف في عامل التمييز⁣(⁣٤)، فأما تمييز الجملة، فمذهب سيبويه⁣(⁣٥) والمبرد⁣(⁣٦) والزجاج⁣(⁣٧) إنه الفعل، أو ما اشتق منه، قال بعضهم: إن العامل الجملة كلها على التشبيه بالمفعول، وأما تمييز المفرد، فقال صاحب التخمير:⁣(⁣٨) بنزع الجار في المفرد والجملة مطلقا، وضعف بأن نزع الجار لا ينصب إلا حيث يكون الفعل متعديا بحرف جر، فإذا حذف الحرف وصل الفعل بنفسه إلى المفعول، وقال الأكثرون العامل فيه ما قبله، تشبيها له باسم الفاعل (فعشرون درهما)


(١) ينظر شرح المصنف ٤٢: (قال الرضي في ١/ ٢١٦ ليشمل النوعين: التمييز عن المفرد والتمييز عن نسبة).

(٢) ينظر الوافية في شرح الكافية ١٢٨.

(٣) ينظر شرح الرضي ١/ ٢١٦.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٢٢، وشرح المفصل ٢/ ٧٤، وينظر الإنصاف ٢/ ٨٢٨ المسألة رقم ١٢٠.

(٥) ينظر الكتاب ٢/ ١١٧ وما بعدها.

(٦) ينظر المقتضب ٢/ ٣٢٠، ٤/ ٣٣١.

(٧) ينظر الهمع ٤/ ٦٩.

(٨) ينظر التخمير ١/ ٤٤٩.