النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 494 - الجزء 1

  واختلف في تأويله فقال البصريون⁣(⁣١) أصله لئن كنت منطلقا، حذف حرف الجر قياسا كما في (أن) و (أنّ) في المفعول له. نحو (أزورك أن تحسن إليّ) أي لأن تحسن إلي، وحذفت كان اختصارا فانفصل الضمير فبقي: إن أنت منطلقا، فعوض عن كان (ما) المصدرية للتأكيد دلالة على المحذوف، ثم أدغمت النون في الميم فصار أما أنت منطلقا⁣(⁣٢)، وإنما وجب حذف الفعل مع (ما) لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه، وأجاز المبرد⁣(⁣٣) ظهور (كان) على أن (ما) زائدة لا عوض، فيقول (أما كنت منطلقا) وقال الكوفيون:⁣(⁣٤) [و ٦٣] إن (أن) المفتوحة ليست مصدرية وإنما هي شرطية بمعنى المكسورة، ويجوز مجيء الفتحة شرطية كما قرئ {أَنْ تَضِلَّ}⁣(⁣٥) واحتجوا بقوله:


= والشاهد فيه قوله: (أما أنت ذا نفر) حيث حذف كان التي ترفع الاسم وتنصب الخبر وعوض عنها ما الزائدة وأدغمها في أن المصدرية وأبقى اسم كان وهو الضمير المنفصل والخبر ذا نفر. وأصل الكلام عند البصريين فخرت علي لأن كنت ذا نفر، وهذا ما ذهب إليه الشارح وأثبته في المثال الذي سبق الشاهد. و (ينظر الإنصاف ١/ ٧١ وما بعدها).

(١) ينظر رأي البصريين في شرح الرضي ١/ ٢٥٤، وينظر شرح المفصل ٢/ ٩٩.

(٢) ينظر شرح المفصل ٢/ ٩٨ - ٩٩، وشرح الرضي ١/ ٢٥٣ - ٢٥٤ ن وشرح التسهيل المجلد الأول ٢/ ٤٩٩ وما بعدها.

(٣) ينظر المقتضب ٣/ ٩٨، وشرح الرضي ١/ ٢٥٣، وقد نقله الشارح كما هو من الرضي دون إسناده، وينظر شرح المفصل ٢/ ٩٩.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٥٣.

(٥) البقرة ٢/ ٢٨٢ وهي جزء من أطول أية في القرآن وهي أية الدين وقرأ حمزة إن بكسر الهمزة على معنى الجزاء والفاء في قوله: فتذكر جوابه، وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر (أن تضل) بضم التاء وفتح الضاد. ينظر تفسير القرطبي ٢/ ١٢٠٥، والكشف ١/ ٣٢٠.