النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 511 - الجزء 1

  وقد جاء في المثني وجمع المذكر السالم، وفي الأب والأخ من بين الأسماء الستة، إذا وليها لام الجر، أن تعطى حكم الإضافة بحذف نون المثنى والمجموع وإثبات الألف في الأب والأخ فيقال (لا غلامي لك) و (لا مسلمي لك) و (لا أبا له ولا أخا له) قال:

  [٢٨٥] أهدموا بيتك لا أبا لكا ... وزعموا أنك لا أخا لكا⁣(⁣١)

  فتكون معربة⁣(⁣٢) اتفاقا وهي جائزة، وإن كانت مخالفة للقياس لكثرة ورودها وقد جاء إثبات حكم الإضافة مع حذف لام الجر نحو (لا أبا لك) قال:

  [٢٨٦] أبالموت الذي لا بد أنى ... ملاق - لا أباك - تخوفينى⁣(⁣٣)


= والشاهد فيه قوله: (لا أب لي) حيث جعل الجار والمجرور لي خبرا ل (لا) ولو كان قاصدا للإضافة والتوكيد لقال: لا أبا لي فاحتاج إلى إضمار الخبر كما يحتاج إليه في الإضافة.

(١) الرجز كما تزعم العرب قديما أنه للضب وهو في الكتاب ١/ ٣٥١، وينظر جمهرة اللغة ١٣٠٩، وشرح شواهد الشافية ١٢، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٢٢٦، واللسان مادة (بيت) ١/ ٣٩٢، ويروى وحسبوا بدل وزعموا. وتمامه:

وأنا أمشي الدألى حوالكا

وذكر صاحب اللسان أن سيبويه أنشده فيما تضعه العرب على ألسنة البهائم لضب يخاطب ابنه.

والشاهد فيه قوله: (لا أبا لك) حيث استعمل أبا اسما ل (لا) النافية للجنس منصوبة بالألف، مضافة إلى ضمير المخاطبة وهذا دليل على أن قولهم: لا أبا لك من باب الإضافة قال ابن مالك في شرح التسهيل القسم الأول ٢/ ٦٢٧: (ومذهب أكثر النحويين في هذا النوع أنه مضاف إلى المجرور باللام، وأن اللام مقحمة لا اعتداد بها) انته كلامه.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٦٥، وهذه العبارة منقولة عنه ولم يعزها الشارح.

(٣) البيت من الوافر، وهو لأبي حية النميري، وله وللأعشى، وينظر المقتضب ٤/ ٣٧٥، والخصائص ١/ ٣٤٥، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٦٢، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٥٠١، =