التوابع
  وأما العامل في التوابع فاختلف في عامل الصفة والتأكيد وعطف البيان، فقال سيبويه: هو العامل الأول(١)، وقال الأخفش: معنوي كالمبتدأ(٢)، وقال بعضهم: نية تكرير العامل، وأما البدل: فقال سيبويه(٣) والمبرد(٤) والسيرافي(٥) والزمخشري(٦) والمصنف:(٧) العامل هو الأول، وقال الأخفش والرماني والفارسي(٨) وأكثر المتأخرين: نية تكرير العامل، لكونه مستقلا ومقصودا بالذكر واحتجوا بقوله تعالى: (قال الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم)(٩) {لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ}(١٠) وأما العطف بحرف فقال سيبويه:(١١) الأول بواسطة الحرف وقال الأخفش:(١٢) نية تكرير العامل وقال بعضهم: حرف العطف وحده.
(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٩٩، ورأي سيبويه: العامل فيها هو العامل في المتبوع) قال سيبويه في الكتاب ١/ ٤٢٢: فإن أطلت النعت فقلت: مررت برجل عاقل كريم مسلم، فأجره إلى أوله).
(٢) ينظر رأي الأخفش في شرح الرضي ١/ ٢٩٩.
(٣) ينظر الكتاب ١/ ٤٢٢.
(٤) ينظر المقتضب ٤/ ٢٩٥، وهمع الهوامع ٥/ ٤١٤.
(٥) ينظر هامش الكتاب ١/ ٤٢٢.
(٦) ينظر المفصل ١٢١.
(٧) ينظر شرح المصنف ٥٧.
(٨) ينظر شرح الرضي ١/ ٣٠٠، حيث أورد آراء هؤلاء النحاة، وهمع الهوامع ٥/ ٢١٢ وما بعدها.
(٩) الأعراف ٧/ ٧٥ والآية ليست كما أوردها وإنما هي كالتالي: (قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ...) فاسم الموصول الثاني بدل من الأول لأن المستضعفين هم المؤمنون، وهو بدل البعض من الكل. ينظر تفسير الآية في القرطبي ٣/ ٢٦٧٦.
(١٠) الزخرف ٤٣/ ٣٣ وتمامها: {وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ}
قال القرطبي: اللام في لبيوتهم بمعنى على، وقيل بدل كما تقول هذا لزيد لكرامته. وقيل (لبيوتهم) في الآية التي تليها، بدل اشتمال من قوله: لمن يكفر بالرحمن). ينظر تفسير القرطبي ٧/ ٥٩٠٤، وشرح الرضي ١/ ٣٠٠، والبحر المحيط ٨/ ١٥.
(١١) ينظر الكتاب ١/ ١٥٢ وما بعدها وشرح الرضي ١/ ٣٠٠.
(١٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٣٠٠.