التوكيد
  أن يكون أبقيت يسيرا منها، فإذا قلت (كلها) زال الاحتمال. والذي للشمول (كل) وأخواتها، وللنسبة اللفظي وسائر المعنوي.
  قوله: (وهو لفظي ومعنوي) أي التأكيد على ضربين، لفظي ومعنوي.
  قوله: (فاللفظي:(١) تكرير اللفظ الأول) أي تكريره بعينه (مثل جاء زيد زيد) وأما مررت به هو وبك أنت فاستعير فيه ضمير المرفوع للمجرور.
  قوله: (ويجري في الألفاظ كلها) يعني في الاسم والفعل والحرف والجملة، والظاهر والمضمر، تقول: (جاء زيد زيد) (جاء زيد جاء زيد) و (جاء رجل رجل) قال:
  [٣٢٩] كم عالم عالم أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا(٢)
  ومنع طاهر في النكرات(٣) والمضمر قوله:
(١) قال المصنف ٦١: (وقد وقع في كلام الزمخشري وغيره في مثل يا زيد زيد أنه بدل وليس بمستقيم لأنه يخرم قاعدة التوكيد اللفظ، فإنه لو كان بدلا، لكان جاء في زيد زيد بدلا، وأيضا فإنه لا معنى للبدلية فيه).
(٢) البيت من البسيط، وهو لابن الرواندي كما في معاهد التنصيص ١/ ١٤٧، ومفتاح العلوم ٨٥. ويروى فيه مع بيت آخر ب (عاقل) بدل عالم:
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا
والشاهد فيه قوله: (كم عالم عالم وجاهل جاهل) حيث أكد اللفظ الأول بتكريره في الشطرين على سبيل تأكيد المفرد بالمفرد.
(٣) ينظر شرح المقدمة المحسبة ٢/ ٤٠٨، والهمع ٥/ ٢٠٤.