منهج التحقيق:
  
  [١ ظ] الحمد للّه على إقامة اللسان، كما أحمده على الهداية والإحسان.
  وأشهد أن لا إله إلا اللّه الملك الديان؛ شهادة توافق فيها السرّ والإعلان، والقلب واللسان، وأرجو بها منّة الغفران، وأستجير بها من عذاب النيران، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من عدنان، أرسله إلى جميع الإنس والجان، صلّى اللّه عليه وعلى آله ما اختلف الملوان(١) وبعد:
  فإنه قرأ عليّ جماعة من الإخوان كافية ابن الحاجب وكان الإلقاء حينئذ أكثره الشرح المسمى بالبرود الضافية والعقود الصافية لوالدنا وشيخنا العلامة الحبر الصمصامة طود العلم ومعدن التقى والحلم الجمالي، جمال الدين سليل الأئمة الهادين، أبي الحسن علي بن محمد القاسم الهادوي(٢)، شيد اللّه مجده، وجدد سعده، وهو أجل الشروح قدرا وأشهرها ذكرا، وكنت ألتقط لهم بعض فرائده المتناثرة، وأختصر لهم من فوائده المتكاثرة، فسألوني تسطير ذلك لأجل الاختصار، وتوسطه بين الإقلال والإكثار، فأجبتهم سائلا متضرعا إلى الملك الجليل، متوسلا متشفعا بالنبي والتنزيل أن يرزقنا العلم والعمل، ويجنبنا غر الخطأ والزلل، وسميته بالنجم الثاقب على كافية ابن الحاجب.
(١) الملوان: هما الليل والنهار، وقيل الملوان: طرفا النهار - وقيل هو من (ملو) كما قال ابن سيده وليس من ملي، ينظر اللسان مادة (ملا)، ٦/ ٤٢٧٣.
(٢) وقد نسبه في التقريظ إلى الهادي وهي صحيحه.