[اصالة الاتصال في الضماير ومورد تسويغ المنفصل]
  وعمرا وبكرا، ومن النحاة من جعل المتصل أخصر من المستتر لأنه حذف، فهو فرع الموجود الذي هو المتصل. وتعذر الاتصال في مواضع:
  أحدها: قوله: (وذلك بالتقدم على عامله) نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}(١) و (إياك ضربت) ولا يكون إلا في المفعول المنصوب، وإنما تعذر الاتصال وهو (نعبدك) لأن الغرض بتقديمه العناية والاهتمام، والاتصال متعذر مع التقديم.
  قوله: (أو بالفصل لغرض) يعني فصل الضمير من عامله إذا كان لغرض، يحترز من فصله لا لغرض، فإنه لا يجوز، نحو (ضرب زيد إياك) والفصل لغرض في مواضع: أحدها: الحصر ب (إلا) نحو (ما قام إلا أنت) ولا يجوز الاتصال وقد شذ بقوله:
  [٣٧٠] وما نبالى إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلّاك ديّار(٢)
  وحمل الزجاج وجماعة(٣) (إنما) على (إلّا) لأنها في معناها واحتج بقوله: وصدره(٤):
(١) الفاتحة ١/ ٤.
(٢) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح المفصل ٣/ ٣٠١، والخصائص ١/ ٣٠٧، ٢/ ١٩٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٠٦، وشرح الرضي ٢/ ١٤، ومغني اللبيب ٥٧٧، وشرح شواهد مغني اللبيب ٢/ ٨٤٤، والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٣، وهمع الهوامع ١/ ١٩٦، وخزانة الأدب ٥/ ٢٧٨ - ٢٧٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٩٠.
ويروى وما علينا بدل وما نبالي.
والشاهد فيه قوله: (إلاك) حيث وقع الضمير المتصل بعد إلا وذلك للضرورة الشعرية والتقدير: إلا إياك.
(٣) ينظر رأي الزجاج وجماعة في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٠٠ وما بعدها.
(٤) لا معنى لها مع ذكر البيت بتمامه.