النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اصالة الاتصال في الضماير ومورد تسويغ المنفصل]

صفحة 626 - الجزء 2

  وعمرا وبكرا، ومن النحاة من جعل المتصل أخصر من المستتر لأنه حذف، فهو فرع الموجود الذي هو المتصل. وتعذر الاتصال في مواضع:

  أحدها: قوله: (وذلك بالتقدم على عامله) نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣(⁣١) و (إياك ضربت) ولا يكون إلا في المفعول المنصوب، وإنما تعذر الاتصال وهو (نعبدك) لأن الغرض بتقديمه العناية والاهتمام، والاتصال متعذر مع التقديم.

  قوله: (أو بالفصل لغرض) يعني فصل الضمير من عامله إذا كان لغرض، يحترز من فصله لا لغرض، فإنه لا يجوز، نحو (ضرب زيد إياك) والفصل لغرض في مواضع: أحدها: الحصر ب (إلا) نحو (ما قام إلا أنت) ولا يجوز الاتصال وقد شذ بقوله:

  [٣٧٠] وما نبالى إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلّاك ديّار⁣(⁣٢)

  وحمل الزجاج وجماعة⁣(⁣٣) (إنما) على (إلّا) لأنها في معناها واحتج بقوله: وصدره⁣(⁣٤):


(١) الفاتحة ١/ ٤.

(٢) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح المفصل ٣/ ٣٠١، والخصائص ١/ ٣٠٧، ٢/ ١٩٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٠٦، وشرح الرضي ٢/ ١٤، ومغني اللبيب ٥٧٧، وشرح شواهد مغني اللبيب ٢/ ٨٤٤، والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٣، وهمع الهوامع ١/ ١٩٦، وخزانة الأدب ٥/ ٢٧٨ - ٢٧٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٩٠.

ويروى وما علينا بدل وما نبالي.

والشاهد فيه قوله: (إلاك) حيث وقع الضمير المتصل بعد إلا وذلك للضرورة الشعرية والتقدير: إلا إياك.

(٣) ينظر رأي الزجاج وجماعة في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٠٠ وما بعدها.

(٤) لا معنى لها مع ذكر البيت بتمامه.