النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حكم اجتماع ضميرين]

صفحة 632 - الجزء 2

  قوله: (وقدّمته) يعني وقدمت الأعرف جاز لك في الثاني الانفصال⁣(⁣١) نحو: (ضربيك وضربي إياك) و (أعطيتكه) و (أعطيتك إياه) قال:

  [٣٧٥] فلا تطمع أبيت اللعن فيها ... ومنعكها بشئ يستطاع⁣(⁣٢)

  وإن استويا في التعريف أو تأخر الأعرف وجب الانفصال نحو: (أعطيته إياه)، و (أعطيته إياك) وقد جاء الاتصال في المستويين شاذا، قال:

  [٣٧٦] وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة ... لضغمهماها يقرع العظم نابها⁣(⁣٣)

  ولم يقل (لضغمهما إياها).

  قوله: (مثل أعطيتكه وضربيك)، إنما مثل بمثالين ليريك أنهما يكونان في المفعول المنصوب والمجرور والتكلم والخطاب والغيبة.

  قوله: (وإلا فهو منفصل)، وذلك حيث يستويان أن يتقدم غير الأعرف على الأعرف، وإنما شرطوا في الاتصال تقديم الأعرف، لأنهم لو أخروه


(١) ينظر شرح المصنف ٦٨، وشرح الرضي ٢/ ١٩.

(٢) البيت من الوافر، وهو لعبيدة بن ربيعة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٢١١، وينظر الجنى الداني ٥٥، ومغني اللبيب ١٤٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٨، وخزانة الأدب ٥/ ٢٦٧، ٢٩٩، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٠٨، وشرح الرضي ٢/ ١٩.

والشاهد فيه قوله: (ومنعكها) حيث وضع الضمير المتصل بدل المنفصل جوازا والتقدير ومنعك إياها.

(٣) البيت من الطويل، وهو لمغلس بن لقيط، ينظر الكتاب ٢/ ٣٦٥، وشرح المفصل ٣/ ١٠٥، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٨١، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٠٥، وشرح الرضي، واللسان مادة (ضغم) ٤/ ٢٥٩٤، والخزانة ٥/ ٣٠١، ٣٠٣.

والشاهد فيه قوله: (لضغمهماها) حيث وضع الضمير المتصل بدل المنفصل والتقدير لضغمها إياها، وهذا نادر شاذ كما ذكر الشارح. والضغم: العضة وأراد بها الشدة.