النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[عائد الصلة]

صفحة 669 - الجزء 2

  لأنهما لا يدخلان إلا على الجملة الفعلية وخصوصهما بذلك، لأن اسم الفاعل والمفعول نائبان مناب الفعل وصالحان ل (أل)، فقد وفرّ ما يجب للصلة وما يجب ل (أل) والدليل على نيابتهما مناب الفعل، عطف الفعل عليهما نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ}⁣(⁣١) وقد أجاز بعضهم صلتها بالفعل المضارعة⁣(⁣٢) نحو:

  [٤١٢] ما أنت بالحكم التّرضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والنسب⁣(⁣٣)

  وقوله:

  [٤١٣] يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربنا صوت الحمار اليجدّع⁣(⁣٤)

  وبعضهم بالجملة الاسمية نحو:


(١) سورة الحديد ٥٧/ ١٨ وتمامها: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}

(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٧٤، وشرح الرضي ٢/ ٣٩، وشرح ابن عقيل ١/ ١٥٦.

(٣) البيت من البسيط، وهو للفرزدق ولكنه ليس في ديوانه المطبوع ونسبه إليه في الإنصاف ٢/ ٥٢١، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٧٥، والجنى الداني ٢٠٢، وشرح شذور الذهب ٤٠، وشرح ابن عقيل ١/ ١٥٧، وشرح أوضح المسالك ١/ ٢٠، وهمع الهوامع ١/ ٢٩٤، وخزانة الأدب ١/ ٣٢.

ويروى (الجدل) بدل (النسب).

والشاهد فيه قوله: (الترضى) حيث أدخل الموصول الاسمي أل على الفعل المضارع حيث جعل الصلة هي جملة فعلية فعلها مضارع.

(٤) البيت من الطويل، وهو لذي الخرق الطهوي، ينظر شرح المفصل ٣/ ١٤٤، والإنصاف ١/ ١٥١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٦٨، ونوادر أبي زيد ٦٧، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٧٥، والمغني ٧٢، وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٢، وشرح الرضي ٢/ ٣٩، وهمع الهوامع ١/ ٢٩٤، وخزانة الأدب ١/ ٣١، ٥/ ٤٨٢، وتذكرة النحاة ٣٧٥، ويروى: ربّه بدل ربّنا.

والشاهد فيه قوله: (اليجدع) حيث أدخل (أل) الموصولة على الفعل المضارع تشبيها له بالصفة لأنه مثلها في المعنى وهذه للضرورة.