أسماء الأصوات
  [٤٥٧] تداعين باسم الشيب في متثلم ... وداع يناديه باسم الماء مبغوم(١)
  وتأول بأنه لفظ اسم زائد نحو {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}(٢) ونحو قوله:
  [٤٥٨] إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما(٣) ... ... -
  أي ثم السّلام عليكما، وبعضهم جعل الذي يصوت به للبهائم من أسماء الأفعال، لأن (نخ) طلب لإناخة البعير، كما أنّ (نزال) طلب لفعل مخصوص، ويكون اللّه تعالى قد ألهمها معنى ما يراد بها كما ألهمها زجر بعضها وعليه قوله تعالى: و {عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}(٤).
(١) البيت من الطويل، وهو لذي الرمة ١٠٧٠، وينظر شرح المفصل ٤/ ٨٥، وشرح المصنف ٧٧، وشرح الرضي ٢/ ٢٨١، وجمهرة اللغة ٣١٢ - ٨٥٨، واللسان مادة شيب ٤/ ٢٣٧٢، وخزانة الأدب ١/ ١٠٤، ٤/ ٣٤٣٠.
ويروى في شرح المصنف وشرح الرضي وشرح المفصل واللسان وجوانبه من بصرة وسلام.
والظاهر أن البيت ملفق من بيتين مختلفين:
لا ينعش الطرف إلا ما تخونه ... داع يناديه باسم الماء مبغوم
تداعين باسم الشيب في ... جوانبه من بصرة وسلام
والشاهد فيه قوله: (باسم الشيب) حيث أقحم أسماء وأعرب اسم الصوت (شيب) وهو حكاية أصوات مشافر الإبل عن الشرب وإن كان بناؤها أصليا، فأسماء الأصوات إذا ركبت جاز إعرابها اعتبارا بالتركيب العارض بشرط إرادة اللفظ لا المعنى.
(٢) الأعلى ٨٧/ ١.
(٣) صدر بيت من الطويل، وعجزه:
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وهو للبيد بن ربيعه في ديوانه ٢١٤، وينظر الأغاني ١٣/ ٤٠، والخصائص ٣/ ٢٩، وشرح المفصل ٣/ ١٤، واللسان مادة (عذر)، ٥/ ٢٨٥٥، وهمع الهوامع ٤/ ٢٧٧، وخزانة الأدب ٤/ ٣٣٧ - ٣٤٠.
والشاهد فيه قوله: (ثم اسم السّلام) فإن (اسم) مضاف إلى (السّلام) وهو إضافة الملغي إلى المعتبر، يعني لفظ الاسم ها هنا ملغى لأن دخوله وخروجه سواء.
(٤) النمل ٢٧/ ١٦، وتمامها: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ =