[ألفاظها]
  أو لشبهها بالحرف لكونها على حرفين، وحملا على نقيضها ونظيرتها (رب) لأنهم يحملون النقيض، على النقيض، كما يحملون النظير على النظير، ولتضمنها معنى الإنشاء، لأنه في الحروف ما خلا (نعم) و (بئس) وأما (كذا) فبنيت إما لأن أصلها كاف التشبيه مع اسم الإشارة، ومن جعلها بسيطة فلأنها كناية عن المبني نحو خمسة عشر وحملت عليه لتوسطه، لأنها لو حملت على أحد الطرفين كان ترجيحا من غير مرجح، وهي عند البصريين(١) لا تكون إلا مفردة، أو معطوفة على مثلها، وتمييزها لا يكون إلا منصوبا مفردا تقول: عندي (كذا درهما) و (كذا كذا درهما) وعند الكوفيين أنها تعامل معاملة ما كني بها عنه، فإن أردت ما دون العشرة قلت: (كذا دراهم) وإن أردت المركب قلت: (كذا وكذا درهما) وإن أردت العقود قلت: (كذا درهما)، وإن أردت المعطوف قلت و (كذا درهما) وإن أردت المئة والألف قلت: (كذا درهم) ويحمل في [ظ ٨٩] باب الإقرار على الأقل، فكذا درهم على ثلاثة، و (كذا وكذا) على أحد عشر، و (كذا درهما) على عشرين و (كذا وكذا) على أحد وعشرين و (كذا درهم) على مئة، وأما (كائن) فهو بمعنى (كم) للتكثير أو للتقليل على الخلاف، واختلف فيها فقيل: بسيطة، وقيل: مركبة من كاف التشبيه و (أين) الظرفية، وكاف التشبيه قيل: زائدة فلا تعلّق لها، وقيل: أصلية ولا تحتاج إلى تعلق، لأن التركيب قد غيرها كما في (كأن زيدا أسد) وبنيت حملا لها على (كم) وفيها خمس لغات: (كأيّن) بياء مشددة، ونون بعدها، و (كاين) بوزن (كاع)
= تكثير العدد).
(١) ينظر رأي البصريين والكوفيين في هذه المسألة في الإنصاف ١/ ٢٩٨ وما بعدها مسألة رقم ٤٠ (كم مركبة أو مفردة) وينظر شرح المفصل ٤/ ١٢٦، وشرح الرضي ٢/ ٩٥.