النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما عرف بالألف واللام]

صفحة 767 - الجزء 2

  الثاني تعريف الجنس، وهو استغراق حقيقي حيث يصح فيه الاستثناء نحو: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}⁣(⁣١) و (الناس كلهم هلكى إلا العالمين)⁣(⁣٢) وغير استغراق، نحو: (اشرب الماء واللبين، وكل اللحم والسمن) و (أهلك الناس الدينار والدرهم)⁣(⁣٣) {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}⁣(⁣٤) ومراد به الماهية نحو: الرجل خير من المرأة، والذكر أفضل من الأنثى⁣(⁣٥).

  الثالث: زيادة إما للمح صفة أصلية فتفيد التعظيم نحو (الحسن) و (العباس) أو جنسية أصلية نحو (الفضل والليث) في الأعلام، ولوقوعها في مواضع النكرة نحو:

  [٥٠٣] أرسلها العراك⁣(⁣٦) ... - ... ... -

  ونحوه، والتعريف عند سيبويه⁣(⁣٧) باللام وحدها، والهمزة اجتلبت للوصل بدليل سقوطها عند الوصل في الدرج، وعند القطع بالألف واللام معا، لأن أكثر حروف المعاني على حرفين ك (هل) و (بل) وشبههما.


(١) العصر ١٠٣/ ١ - ٤.

(٢) ينظر كشف الخفاء ٢/ ٤١٥، وذكره الغزالي في الإحياء ١/ ٦١، عن سهل التسبتري، واستشهد به الرضي برواية أخرى، (الناس كلهم هالكون إلا العالمون، والعالمون كلهم هالكون إلا العاملون، والعاملون كلهم هالكون إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٢٩.

(٣) هذا القول يروى في الرضي ٢/ ١٢٩: أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض) وهذا من باب وصف المفرد بالجمع.

(٤) يوسف ١٢/ ١٣، وتمامها: {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ}

(٥) ينظر الرضي حيث هذه الأمثلة في ٢/ ١٢٩.

(٦) سبق تخريج البيت في باب الحال.

(٧) ينظر الكتاب ٣/ ٣٢٤ - ٣٢٥، و ٤/ ١٤٨، وشرح ابن عقيل ١/ ١٧٧.