[ما وضع للمبالغة وعمله عمل الفاعل]
  الأمثلة التي للمبالغة مطلقا، قالوا: لأنها خرجت عن شبه الفعل لفظا ومعنى، أما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فليس في أفعالهما معنى المبالغة لأنها من ضرب المخفف، لا من ضرب المشدد، ونحوه.
  قوله: (والمثنى والمجموع مثله) يعني مثل المفرد في العمل مع الشرط نحو: (ضاربان زيدا)، و (ضاربون زيدا) {وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ}(١) (حواجّ بيت اللّه)(٢) قال:
  [٥٥٩] أو ألفا مكة من ورق الحما(٣) ... ... -
  وقال:
  [٥٦٠] ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النّطاق فشبّ غير مهّبل(٤)
  لبقاء صيغة المفرد في المثنى وجمع السلامة، وأما جمع التكسير فلأنه
(١) الأحزاب ٣٣/ ٣٥، وهي جزء من آية طويلة وتمامها: {... وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ ...}
(٢) ينظر الكتاب ١/ ١٠٩، وشرح المفصل ٦/ ٧٤ - ٧٥.
(٣) الرجز للعجاج بن رؤبة في ديوانه ١/ ٤٥٣، ينظر الكتاب ١/ ٢٦ - ١١٠، والخصائص ٣/ ١٣٥، والإنصاف ٢/ ٥١٩، وشرح المفصل ٦/ ٧٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ١١٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٥٤.
والشاهد فيه قوله: (أو ألفا مكة) حيث نصب (مكة) بأوالف الذي هو جمع تكسير لاسم الفاعل آلف وفعله ألف يألف.
(٤) البيت من الكامل، وهو لأبي كبير الهذلي في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٧٢، والكتاب ١/ ١٠٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٨٥، والشعر والشعراء ٢/ ٦٧٥، وشرح المفصل ٦/ ٧٤، والإنصاف ٢/ ٤٨٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٣، ومغني اللبيب ٨٩٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٢٧، ٢/ ٩٦٣.
والشاهد فيه قوله: (حبك النطاق) حيث أعمل حبك التي هي جمع حبيك التي على وزن فعيل فعمل جمع المكسر لأنه فرع الواحد.