النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما وضع للمبالغة وعمله عمل الفاعل]

صفحة 861 - الجزء 2

  الأمثلة التي للمبالغة مطلقا، قالوا: لأنها خرجت عن شبه الفعل لفظا ومعنى، أما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فليس في أفعالهما معنى المبالغة لأنها من ضرب المخفف، لا من ضرب المشدد، ونحوه.

  قوله: (والمثنى والمجموع مثله) يعني مثل المفرد في العمل مع الشرط نحو: (ضاربان زيدا)، و (ضاربون زيدا) {وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ}⁣(⁣١) (حواجّ بيت اللّه)⁣(⁣٢) قال:

  [٥٥٩] أو ألفا مكة من ورق الحما⁣(⁣٣) ... ... -

  وقال:

  [٥٦٠] ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النّطاق فشبّ غير مهّبل⁣(⁣٤)

  لبقاء صيغة المفرد في المثنى وجمع السلامة، وأما جمع التكسير فلأنه


(١) الأحزاب ٣٣/ ٣٥، وهي جزء من آية طويلة وتمامها: {... وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ ...}

(٢) ينظر الكتاب ١/ ١٠٩، وشرح المفصل ٦/ ٧٤ - ٧٥.

(٣) الرجز للعجاج بن رؤبة في ديوانه ١/ ٤٥٣، ينظر الكتاب ١/ ٢٦ - ١١٠، والخصائص ٣/ ١٣٥، والإنصاف ٢/ ٥١٩، وشرح المفصل ٦/ ٧٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ١١٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٥٤.

والشاهد فيه قوله: (أو ألفا مكة) حيث نصب (مكة) بأوالف الذي هو جمع تكسير لاسم الفاعل آلف وفعله ألف يألف.

(٤) البيت من الكامل، وهو لأبي كبير الهذلي في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٧٢، والكتاب ١/ ١٠٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٨٥، والشعر والشعراء ٢/ ٦٧٥، وشرح المفصل ٦/ ٧٤، والإنصاف ٢/ ٤٨٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٣، ومغني اللبيب ٨٩٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٢٧، ٢/ ٩٦٣.

والشاهد فيه قوله: (حبك النطاق) حيث أعمل حبك التي هي جمع حبيك التي على وزن فعيل فعمل جمع المكسر لأنه فرع الواحد.