النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

نواصب الفعل المضارع

صفحة 924 - الجزء 2

  مثلّ بمثال فيما نصبه بالحركة، ومثال فيما نصبه بحذف النون، ولها مواقع:

  مصدرية كهذين المثالين، وزائدة نحو: {فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}⁣(⁣١) ومفسرة نحو:

  {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ}⁣(⁣٢) وزاد الكوفيون⁣(⁣٣) شرطية نحو:

  [٥٩٧] أتجزع أن أذنا قتيبة حزّتا⁣(⁣٤) ... ...

  لأنها لو كانت مصدرية لم تدخل على الاسم، ولأنه قد روي بكسر (إن) على شرطية فتحمل المفتوحة عليها.

  ولا يعمل شيء من هذه المعاني سوى المصدرية على ما يفصل، وأجاز الأخفش⁣(⁣٥) عمل الزائدة نحو: {ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}⁣(⁣٦) {وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا}⁣(⁣٧) {وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ}⁣(⁣٨) وردّ بأنها مصدرية في هذه المواضع⁣(⁣٩).


(١) يوسف ١٢/ ٩٦، وتمامها: {فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً}.

(٢) النحل ١٦/ ١٢٣، وتمامها: {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

(٣) ينظر المغني ٣٩، والجنى الداني ٢٢٣، وينظر شرح الرضي ٢/ ٢٣٥.

(٤) صدر بيت من الطويل، وعجزه:

جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣١١، وينظر الكتاب ٣/ ١٦١، والجنى الداني ٢٢٤، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٢١٨، ومغني اللبيب ٣٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٦٨، وهمع الهوامع ٤/ ١٤٨، وخزانة الأدب ٤/ ٢٠، ٩/ ٧٨ - ٨٠ - ٨١.

والشاهد فيه قوله: (أتغضب أن أذنا) حيث جاءت (أن) بمعنى (إذ) على أنها شرطية على رأي الكوفيين وليست مصدرية وقد علل الشارح ذلك.

(٥) ينظر الجنى الداني ٢٢٢.

(٦) الأعراف ٧/ ١٢، وتمامها: {قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}.

(٧) الحديد ٥٧/ ١٠، وتمامها: {وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ ...}.

(٨) البقرة ٢/ ٢٤٦، وتمامها: {قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا ...}.

(٩) ينظر مغني اللبيب ٥٥.