النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

جوازم الفعل المضارع

صفحة 956 - الجزء 2

  وضعف بعدم وقوع تركيب اسم الفعل مع غيره، وهي اسم عند الأكثر لعود الضمير إليها⁣(⁣١)، نحو: {مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ}⁣(⁣٢) وقال السهيلي:⁣(⁣٣) حيث يعود إليها ضمير تكون اسما وحيث لا يعود فهي حرف، ومعناها معنى (ما) وقد حدث فيها بالتركيب معنى لا أصغر عن كثير فعلك ولا أكثر عن صغيره.

  قوله: (وإذما) هي (إذ) [ظ ١١٧] الظرفية زيدت عليها (ما) فقال سيبويه:⁣(⁣٤) خرجت إلى الحرفية بالتركيب، لأنه حدث فيها معنى آخر بدليل الجزم بها وصيرورة معناها للاستقبال، وقال المبرد:⁣(⁣٥) هي باقية على الظرفية لأن القول بحرفيتها دعوى.

  وهي تجزم مطلقا نحو:

  [٦٢٤] إذما أتيت على الرسول فقل له⁣(⁣٦) ... ... -


(١) العبارة منقولة عن الرضي دون أن يعزوها له ٢/ ٢٥٣.

(٢) الأعراف ٧/ ١٣٢ وتمامها: {وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}

(٣) ينظر الجنى الداني ٦١١ - ٦١٢.

(٤) ينظر الكتاب ٣/ ٥٧.

(٥) ينظر المقتضب ٢/ ٤٥.

(٦) صدر بيت من الكامل، وعجزه:

حقا عليك إذا اطمأن المجلس

وهو لعباس بن مرداس في ديوانه ٧٢، وينظر الكتاب ٣/ ٥٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٩٣، والمقتضب ٢/ ٤٧، والخصائص ١/ ١٣١، وشرح المفصل ٤/ ٩٧، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ١٠١٧، ورصف المباني ١٤٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٥٣، واللسان مادة (أذذ) ١/ ٥٠، وخزانة الأدب ٩/ ٢٩.

والشاهد فيه قوله: (إذما - فقل) جيث جاءت (إذما) للمجازاة بدليل دخول الفاء على الجواب.