شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

الفصل الثالث: فيما ورد من أشراط الساعة

صفحة 256 - الجزء 4

  قليلة فعند ذلك يأمر الله تعالى جبريل فيقول: إن الرب يأمركما أن ترجعا إلى مغربكما فتطلعا منه ولا ضوء ولا نور فيبكيان وجلاً من الله تعالى بكاء يسمعه أهل سماوات ومن دونها ويتصارخ أهل الدنيا وتذهل أمهات عن أولادها ثم لا يقبل لأحد بعد ذلك توبة فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}⁣[الأنعام: ١٥٨]».

  قال #: إن صح هذا الخبر افتقر إلى التأويل لإيهامه أن الشمس والقمر حيان ناطقان فيحمل على أن المؤاذِن والباكي الملائكة الموكلون بهما كقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}⁣[البقرة: ٢١٠]، أي يأتيهم عذاب الله فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

  ونظائر ذلك كثيرة.

  قلت: ولعل هذا الخبر لا يصح والله أعلم.

  وقال #: العشر التي ذكرها البراء منها ما يرتفع معه التكليف وهو طلوع الشمس من المغرب والدابة، ومنها ما ليس كذلك وهو ما عداهما فيتأول قوله ÷ وهي آيات ملجئات مضطرة أن مراده هاتان الآيتان أو أن كلها باعثة عند وقوعها على الطاعة فعبر بالإلجاء والاضطرار تجوزاً والله أعلم.

  قال #: وأما الدجال فقد اختلف في ثبوته على الصفة التي وردة الآثار بذكرها من أنه يمكّن من إحياء الموتى ومسير الطعام الكثير معه ونحو ذلك فمنعت المعتزلة من ذلك لما فيه من المفسدة في الدين.

  قال: ومن العلماء من أنكر خروج دجال بل قال: لكل وقت دجال أي ظالم قاهر فيه. قال: ولا وجه لإنكاره مع ورود الآثار بإثباته.

  قال: وأما رفع القرآن والكعبة فقد ورد في الآثار أنهما يرفعان والأقرب في