(فصل): في الفرق بين الرسول والنبيء
(فصل): في الفرق بين الرسول والنبيء
  قال (القاسم والهادي @ وغيرهما) كالزمخشري وقاضي القضاة وغيرهما: (و) اسم (النبي) في الاصطلاح (أعم من) اسم (الرسول) وذلك (لأن الرسول) هو (من أتى بشريعة جديدة) أي بشرع شيء جديد لم يشرع من قبل ولو قل، فلا يشترط في الرسول أن يكون كل شريعته جديدة.
  وقوله: (من غير واسطة رسول) يريد من البشر؛ لأن واسطة الملك نحو جبريل لا يخرج الرسول عن أن يكون رسولاً وهو احتراز من أن يوحي الله تعالى إلى أحد أنبيائه بشريعة جديدة ويوحي تعالى إلى آخر أنه يتحمل تلك الشريعة من الأول ويبلغها عنه فالثاني نبي لا رسول لأنه بواسطة رسول.
  وأما قول من قال إنه قد يكون الرسول بلا واسطة ملك كموسى بن عمران # فقال الهادي # في جواب مسائل أبي القاسم الرازي |: واعلم هداك الله أن الله تبارك وتعالى لم يوح إلى أحد من الأنبياء إلا على لسان الملك الكريم جبريل # وكذلك إلى موسى صلى الله عليه فقد كان منه الإيحاء على لسان جبريل حتى كان في هذا الوقت الذي ذكره الله ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله فكان من الله إليه ما ذكر الله سبحانه من الكلام له #.
  وكان معنى ذلك أن الله خلق له كلاماً في الشجرة سمعه موسى بإذنه كما كان يسمع ما يأتي به الملك إليه من وحي ربه فكان فهم موسى وسماعه لذلك الكلام الذي شاء الله إسماعه إياه لما أراد من كرامته واجتبائه كفهمه لما به كان يأتيه جبريل عن الله سواء سواء. انتهى.
  وأما اسم النبي فهو يطلق على الرسول وعلى من بعث لإحياء شريعة مندرسة أو لتأكيدها كهارون ويوشع وغيرهما، فهو أعم من الرسول كما سبق (خلافاً لـ) ـلإمام (المهدي # و) أبي القاسم (البلخي) وهو الكعبي أيضاً يقال: الكعبي نسبة إلى الأب، والبلخي نسبة إلى البلد. وهذا قول كثير من المتأخرين