شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 222 - الجزء 1

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

  قال #: (ولا مؤثر حقيقةً إلا الفاعل) وهو إما الله سبحانه وتعالى أو العبد المخلوق بما جعل الله سبحانه له من الآلة التي هي القدرة والقوة على الفعل إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، والحيوان غير العاقل بما ركب الله سبحانه فيه من الحياة والقدرة.

  قال السيد حميدان #: وجملة الفاعلين أربعة: الأول هو الله الخالق البارئ المصور لجميع أصول العالم وفروعه.

  والفاعل الثاني: هو كل حي قادر عاقل متمكن بما ركب الله له وفيه من القدرة ومن آلة الحركة والسكون.

  والفاعل الثالث: هو الفاعل المكره على فعل.

  والفاعل الرابع: هو كل حي غير عاقل وهذا قول أئمة أهل البيت $.

  وقال (بعض المعتزلة) وهم من أثبت المعاني ومن نفى المعاني نفى العلل، (والفلاسفة) قال أرسطاطاليس وبرقلس إن المؤثر في العالم علة قديمة أوجبت العالم في الأزل وهو عندهم الباري تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  (وغيرهم) كالأشعرية والكرامية (بل و) غير الفاعل مؤثر حقيقة وهو (العلة والسبب) لأنهم قالوا: المؤثرات ثلاثة ولا رابع لها.

  قالوا: لأن المؤثر إما أن يكون تأثيره على جهة الوجوب أو لا. الثاني الفاعل المختار.

  والأول إما أن يؤثر في إيجاب صفة أو حكم أو لا أيهما.

  الأول العلة، والثاني السبب، فكانت ثلاثة فقط.

  فالعلة عندهم ما يوجب صفة أو حكماً للجملة كالحياة فإنها توجب للحي كونه حياً، والقدرة توجب للقادر القادرية أو للمحل كالكون فإنه يوجب لمحله الكائنية أي: الاحتراك أو السكون أو الاجتماع أو الافتراق، والمعلول مقارن للعلة أي: لا يتراخى عنها ككونه عالماً مقارن لحصول العلم، وكونه حياً مقارن