(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)
  (و) الثاني (المركب) وهو (تصور المعلوم) على خلاف ما هو عليه (أو تصديقه) أي: المعلوم (على خلاف ما هو عليه).
  وقد عرفت ما هو التصور والتصديق.
  (و) حقيقة (السهو) هي (الذهول) أي: الغفلة (عن المعلوم) أي: عن الشيء الذي كنت تعلمه.
(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)
  اعلم أنه لما كانت معرفة الله سبحانه واجبة وهي لا تعرف ضرورة ولا مشاهدة وجب النظر في الأدلة الموصلة إلى معرفة الله سبحانه.
  قال السيد مانكديم(١) أحمد بن أبي هاشم الحسني # في شرحه على الأصول الخمسة: وهذه مسألة خلاف بين الناس فعندنا أنه لا يعرف أي: الله سبحانه ضرورة في دار الدنيا مع بقاء التكليف، وقد خالفنا في ذلك أصحاب المعارف كالجاحظ وأبي علي الإسواري.
  قال: إلا أنهم افترقوا فمنهم من قال: إن المعارف كلها تحصل إلهاماً وهؤلاء لا يوجبون النظر البتة.
  ومنهم من قال: إن المعارف تحصل بطبع المحل عند النظر فيوجبون النظر، ولكن لا على هذا الوجه الذي أوجبناه فبقي الخلاف بيننا وبينهم.
  قلت: وحكى بعض المتكلمين أن القائلين بالاضطرار فريقان منهم من يقول: إن المعارف تحصل بطبع القلب ولا يوجبون النظر البتة، وهو مذهب
(١) الإمام مانكديم المستظهر بالله أحمد بن الحسين بن أبي هاشم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الإمام محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن - والحسن هذا جد الإمام الناصر الأطروش - بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $. دعا عقيب وفاة المؤيد بالله، وهو صاحب شرح الأصول الخمسة لقاضي القضاة، وهو من أعيان أهل البيت، ومن المتبحرين في العلوم. توفي بالري سنة نيف وعشرين وأربعمائة. ومعنى مانكديم: وجه القمر. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).