شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 364 - الجزء 2

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

  اعلم أن صحة نبوءة نبينا محمد ÷ معلومة لا ريب فيها عند العقلاء كافة وإنما عاند كثير من الكفار بعد أن علموا صحة نبوته # بالآيات الظاهرة والمعجزات الباهرة التي لا شك فيها ولا يمكن دفعها وإلى هذا أشار # بقوله: (ومعجزات نبيئنا ÷ كثيرة) روى الحاكم أنها ألف معجزة.

  وروى الإمام يحيى # ومحمود بن الملاحمي أنها ثلاثة آلاف معجزة وأرادوا بذلك ما ظهر له ÷ من حال الطفولة بل من حال الحمل به إلى أن توفي ÷.

  وقال القاضي عياض⁣(⁣١) في الشفاء: اعلم أن معجزات نبيئنا ÷ مع كثرتها لا يحيط بها ضبط؛ فإن واحداً منها وهو القرآن لا يحصى عدُّ معجزاته بألف ولا ألفين ولا أكثر لأن النبي ÷ قد تحدى العرب بسورة من مثله فعجزوا عنها وأقصر السور «إنا أعطيناك الكوثر» وكل آية منها معجزة، ثم فيها نفسها معجزات ... إلى آخر كلامه في هذا.

  واختلف في المتواتر من معجزاته ÷ فقال (أئمتنا $ والبغدادية: وقد تواتر منها) أي من معجزاته ÷ (مع القرآن كثير كحنين الجذع) وذلك أنه كان ÷ يخطب إلى جذع من قبل أن ينصب المنبر فلما نصب وتحول النبي ÷ إليه حن الجذع⁣(⁣٢) كما يحن الفصيل فما سكن حتى


(١) عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل: كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم. ولي قضاء سبتة، ومولده فيها ٤٧٦ هـ ثم قضاء غرناطة. وتوفي بمراكش مسموما ٥٤٤ هـ قيل: سمه يهودي. من تصانيفه: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى - ط -. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) روى ذلك المؤيد بالله # في إثبات نبوة النبي ÷ وقال: ومن المشهور حنين الجذع ثم ذكر القصة، ورواه المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والإمام أبو طالب # في الأمالي عن علي #، والمنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة، ورواه =