(فصل): [في جواز التكسب]
(فصل): [في جواز التكسب]
  (والتكسب) أي السعي في طلب الرزق بالتجارة والإجارة وجميع الحرف وكالزراعة وغرف الماء والاحتطاب وغير ذلك (جائز) بل قد يكون واجباً؛ إما لنفقة أبويه العاجزين أو أولاده الصغار أو نحو ذلك.
  واعلم أن طلب الرزق ينقسم إلى خمسة أقسام: واجب ومندوب ومباح ومكروه ومحظور.
  أما الواجب فحيث يخشى بتركه الضرر على نفسه من الجوع أو العري ولا يندفع ذلك إلا بالتكسب فيجب التكسب عقلاً؛ لأن دفع الضرر عن النفس واجب وكذلك حيث يجب عليه نفقة أبويه العاجزين أو أطفاله أو زوجته، وإن لم يتضرروا وكذلك حيث يعرف من نفسه أنه إن لم يتكسب وقع في الحرام.
  ولا يقال: إن هذا ينافي ما أمرنا به من الزهد في الدنيا فإن هذا من أهم الواجبات ولهذا قال ÷: «طلب الحلال فريضة على كل مسلم بعد الفريضة».
  وقال ÷: «إن الله يحب المؤمن المحترف».
  وقال ÷: «من كد على عياله كان كالمجاهد في سبيل الله».
  والمندوب من طلب الرزق حيث يكون مع الإنسان دون كفايته وهو يخاف التضرر واشتغال قلبه وهو آمِن من الوقوع في الحرام، ومع التكسب يكون حاله أقوم.
  والمكروه حيث يكون التكسب يشغله عما هو أفضل من طلب الرزق ومعه كفاية.
  والمباح حيث يكون التكسب من الحلال للتلذذ بالمطعوم والملبوس والمنكوح ولم يقترن بذلك وجه ندب ولا كراهة ولا وجوب.
  والمحظور حيث يكون التكسب بالوجه الحرام أو كان قاصداً به المكاثرة