[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]
  (لأنه) أي: المقتضي (مؤثر في صفات الله تعالى) شأنه (بزعمهم) أي: البهشمية (فيلزم أن تكون صفات الله تعالى محدثة لحدوث مؤثرها وسيأتي بطلان ذلك) أي: بطلان كون صفاته تعالى محدثة في ذكر صفاته تعالى إن شاء الله تعالى (مع أنهم لا يقولون بذلك) أي: كونها محدثة (وحاشاهم) أي: تنزيهاً لهم عن القول بحدوثها.
  (ولا الأول) وهو كونه قديماً (لأنه يلزم أن يكون قديماً مع الله تعالى الله عن ذلك) علواً كبيراً.
  (وسيأتي بطلانه) في ذكر صفاته تعالى (مع أنهم لا يقولون بذلك وحاشاهم) عن القول به.
  واعلم أن المعتزلة قد أكثروا الكلام ووسعوا في المؤثرات واصطلحوا فيها على ما لا دليل عليه من عقل ولا كتاب ولا سنة، وإنما تبعوا فيها من قلدوه من الفلاسفة وممن أفرد لها كتاباً مستقلاً الشيخ الحسن بن محمد بن الحسن الرصاص شيخ الإمام المنصور بالله #، وكذلك غيرها مما لا دليل عليه ولا تدركه العقول أو لا تمس إليه حاجة لا في دين ولا في دنيا بل ربما كان التفكر فيه حراماً لتأديته إلى الشك والارتياب والدروج في مدارج من خرج من ملة الإسلام كالفلاسفة.
  ولهذا قال الإمام يحيى بن حمزة # في كتاب الشامل: واعلم أن كل مادة الشكوك والشبهات في جميع الملل والأديان الكفرية المخالفة لملة الإسلام هي الفلسفة فهم منشأ كل زيغ وأهل كل ضلالة.
[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]
  وإلى مثل هذا أشار # بقوله: (وقد اصطلح) أي: اصطلح أهل التغلغل في الأفكار الخارجة عن حد العقل (على أمور لا تعقل) أي: لا تدرك بالعقل (غير ما تقدم ذكره) من تأثير ما زعموه مؤثراً (وهي) أي: التي أردنا ذكرها مما