شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[صفات الله تعالى الذاتية]

صفحة 309 - الجزء 1

  تفتقر إلى أمر وراء حقائقها. انتهى كلام الإمام يحيى #.

  وهذا الحد الاصطلاحي إنما هو على مذهب المعتزلة في أن الصفات شاهداً وغائباً خصوصية لا تستقل بالمعلومية زائدة على الذات ليست هي الذات ولا غيرها وهو باطل بما مر في المؤثرات وبما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  والحق الذي عليه أئمة أهل البيت $ أن صفات الله سبحانه هي ذاته كما سيأتي ذكره إن شاء الله.

  وصفات الأجسام هي الأعراض الحالة فيها لا ما ذهب إليه المعتزلة فليعرف ذلك فإنه موضع الغلاط في هذه المسألة والله أعلم.

[صفات الله تعالى الذاتية]

  هذا وقد أوضح الإمام # صفات الله تعالى الذاتية فقال: (ولا بد أن يكون المحدِث للعالَم):

  (موجوداً؛ إذ لا تأثير للعدم) وذلك واضح عند العقلاء يعرفونه ضرورة قال الفقيه العلامة فخر الدين عبدالله بن زيد العنسي | ما لفظه: واعلم أنا إذا دللنا على إثبات صانع مختار كفانا ذلك الدليل في أن الله تعالى موجود قديم قادر عليم حي حيث لا دليل لنا على هذه الأوصاف التي هي أوصاف الكمال سوى حدوث العالم وحاجته إلى محدث فاعل مختار؛ لأنه لا يصح أن يكون فاعلاً مختاراً إلا وهو قادر على ما خلق وعالم بذلك لما في حدوث العالم من الإحكام الذي قد بينا أن بعضه الدال على علمه وحي بحيث لا يعقل أن يكون مواتاً وهو قادر عالم فاعل مختار وموجود لأن المعدوم لا يكون فاعلاً مختاراً ويعلم ذلك ضرورة.

  قال: وإنما أردنا التقريب بأن نجري تأنيساً على عادة أصحاب أبي هاشم في أنهم يذكرون هذه الأوصاف فصولاً بعد إثبات الصانع ويعتقدون أن إثبات الصانع دلالة مجملة لم يتعين بها اختصاصه تعالى بكونه قادراً عالماً حياً موجوداً