شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[كلام الإمام يحيى # على بعض فرق الكفار ومذاهبهم]

صفحة 327 - الجزء 1

  ذلك مما بيناه في الشرح (يعرف بطلان دعوى العلية) كالفلاسفة والباطنية وغيرهم، (والطبائعية) وكل من أثبت للطبع تأثيراً كالمطرفية وغيرهم، (والمنجمة) وهم من أثبت التأثير للأفلاك السبعة (إذ لا حياة للعلة والطبع لو تُعُقِّلا، ولا للنجوم؛ فضلاً عن القدرة والعلم) وقد أشار الإمام # بهذا إلى فرق كثيرة من فرق الكفار، ولنذكر طرفاً مما ذكره الإمام يحيى # من مذاهبهم في الشامل.

[كلام الإمام يحيى # على بعض فرق الكفار ومذاهبهم]

  قال #: اعلم أن الخارجين عن الإسلام فرق وأحزاب وطوائف كثيرة كالفلاسفة والدهرية والطبعية وعبدة الأوثان والأصنام وغيرهم من سائر الملل الكفرية.

  أما الفلاسفة فقال #: وإنما بدأنا بالكلام عليهم لأنهم أشد على الإسلام ضرراً وأخفاهم مكيدة وأعظمهم عداوة فلا بدعة في الإسلام إلا وهم أصلها وأساس عمادها ولا فتنة في الدين إلا وهم رأسها وقاعدة مهادها، قد شمخوا بآنافهم ولمحوا الناس بمؤخر أعيانهم زعماً منهم أنهم قد حازوا الخير بأسره وأحرزوا التحقيق بحذافيره تبجحاً بكياستهم واعتقاداً لفطانتهم وما شعروا بل ما تحققوا أنهم متمسكون مما زعموه بحبال رثة وأسباب منقطعة ومعتمدون على أمور كاذبة وبروق خالبة.

  إلى أن قال: واعلم أن مضطربهم في أقوالهم لا ينفك عن أربعة أقسام:

  القسم الأول: الأمور المنطقية وموضوعها هو الكلام في الحدود وتعريفات الحقائق وأشكال البراهين وكيفية تركيبها وإنتاجها للمطلوب وأكثرها جار على الصواب والخطأ فيها نادر وهي عمدتهم في تعريف شروط الحدود والبراهين.

  القسم الثاني: مما يتعلق بجانب الأمور الإلهية وموضوعها الكلام في واجب الوجود وصفاته وإحكام أفعاله وكيفية صدور الأشياء عن ذاته وما يتعلق