شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]

صفحة 537 - الجزء 1

  يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}⁣[يوسف: ١٣].

  وإنما كان هذا من أقسام الحقيقة وإن كان في المعنى كالنكرة لما بينهما من تفاوت وهو أن النكرة معناها بعض غير معين من جملة الحقيقة وهذا معناه نفس الحقيقة أي: حقيقة المعرف بها نحو حقيقة الباب والذئب في المثالين المذكورين، وإنما تستفاد البعضية من القرينة كالدخول والأكل في المثالين فالمجرد وذو اللام بالنظر إلى القرينة سواء وبالنظر إلى أنفسهما مختلفان، ومشابهته للنكرة في بعض الوجوه لا تخرجه عن كونه حقيقة.

  قال #: (إذا عرفت) أيها المسترشد الطالب معرفة الله سبحانه وما يحق له من الأسماء الحسنى (ذلك) أي: ما سبق ذكره في التمهيد (امتنع أن يجري لله من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه) في الذات لما ثبت من أنه تعالى لا يشبه شيئاً، وأما التشبيه في الفعل فسيأتي إن شاء الله تعالى.

[تفسير بعض الآيات التي توهم التشبيه]

  (وأما) ما جاء من نحو الآيات التي توهم التشبيه (نحو قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨]) ونحوها مما ذكر فيه لفظ الوجه المراد به ذات الله سبحانه (فعلاقته) أي: فهو مجاز علاقته (الزيادة في القول) كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، والمعنى: كل شيء هالك إلا إياه.

  وفي مسائل الجاثليق للوصي كرم الله وجهه، قال الجاثليق: فأخبرني عن قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} فما هذا الوجه؟ وكيف هو؟


= طبرستان) اشتهر بكتابيه (الوافية في شرح الكافية، لابن الحاجب - ط) في النحو جزآن، أكمله سنة ٦٨٦ و (شرح مقدمة ابن الحاجب - ط) وهي المسماة بالشافية، في علم الصرف. (الأعلام للزركلي باختصار). وهو غير الشريف الرضي صاحب نهج البلاغة والمجازات النبوية وتلخيص البيان المتوفى سنة ست وأربعمائة، فإن ذلك اسمه محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم.