(فصل): في الكلام على من أثبت الذوات في العدم
  فلحى الله الألى زعموا ... أنك المعروف بالنظر
  كذبوا إن الذي زعموا ... خارج عن قوة البشر
(فصل): في الكلام على من أثبت الذوات في العدم
  اعلم أن هذه المسألة من أعظم مسائل بعض المعتزلة خطراً التي خالفوا فيها أئمة أهل البيت $ وغيرهم فحسن بسط الكلام فيها، فلا جرم رتبنا الكلام فيها على ثلاث مراتب:
  المرتبة الأولى: في ذكر مذهب أئمة أهل البيت $ وبيان معتقدهم.
  المرتبة الثانية في ذكر مذهب المخالف وحكاية أقوالهم من كتبهم بلفظها.
  المرتبة الثالثة: في الدلالة على صحة مذهب أهل البيت وتأييده بأقوال من عثرت على قوله منهم.
  أما المرتبة الأولى فقال #: (أئمتنا) أي: قال أئمتنا ($ وبعض المعتزلة) كالشيخ أبي الهذيل وأبي الحسين البصري ومحمود بن الملاحمي وأبي القاسم(١) بن شبيب التهامي وغيرهم فهؤلاء قالوا: العدم نفي محض فلا ذوات ثابتة في حالة العدم (وكون الله عالماً بما سيكون وقادراً على ما سيكون) من أي: شيء معلوم ومقدور له جل وعلا (لا يحتاج إلى ثبوت ذات ذلك المعلوم والمقدور في الأزل) أي: في العدم والقدم أي: علمه تعالى بما سيكون وقدرته على ما سيكون لا يستلزم ثبوت ذلك المعلوم والمقدور في حال عدمه بل يصح أن يتعلق علمه
(١) هكذا ورد بالكنية ولعله كما في طبقات الزيدية: أبو القاسم بن حسين بن شبيب الحسني التهامي، العلامة. رحل من تهامة إلى براقش إلى حضرة الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وأقام مدة بحضرة الإمام يقرأ عليه ويذاكره ويسأله عن دقائق العلوم، وقرأ أيضاً على الحسن بن محمد الرصاص، ذكره ابن حنش. قال القاضي: هو الحسام المشهور، وعلم الهداية المنشور، صاحب اللسان والبنان، والعلم والبيان، برع في الكلام وأصول الفقه والتوحيد، وله النظم البديع، وولاه الإمام الخطبة بصنعاء وتوفي بعد الستمائة. (باختصار).