شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته

صفحة 238 - الجزء 2

  انتهى ما نقلته من التجريد بلفظه.

  وقوله في الرد على النظام ومن معه: إنه يلزم أن يكون الحي حياً لذاته وأن تكون الأجسام كلها حية وينسد عليهم الدلالة على حدوث الأجسام غير واضح؛ لأن ذلك لا يلزمهم ومن أي وجه يلزمهم؟

  وأما قولهم: حية لذاتها فإنما يريدون أنها مستقلة بالحياة وليس البدن شرطاً فيها والله أعلم.

  وقال الحاكم في التهذيب: روح الإنسان جسم رقيق أي يدخل مخارق الإنسان ويخرج منه هذا مذهب مشائخنا.

  وقيل: الروح الإنسان وهو الحي عن أبي بكر أحمد بن الإخشيد.

  وقيل: الروح الحياة. عن أبي الهذيل.

  وقيل: الروح في الإنسان وهو معنى في القلب. انتهى.

(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته

  وكثير من أهل علم الكلام يذكر هذه المسألة في كتاب الوعد والوعيد، وبعضهم يذكرها في كتاب العدل.

  ووجه المناسبة للجميع ظاهرة وقد وقع الاختلاف في فناء العالم:

  قال الإمام يحيى #: والأقاويل الممكنة ثلاثة؛ لأنه إما أن يقع الإنكار لصحة عدم الأجسام، أو يقع الاعتراف بصحة عدمها، أو يقع التوقف في الأمرين جميعاً.

  قال: فأما المنكرون لصحة عدمها فهم فريقان:

  الفريق الأول الذين يقولون بأزليتها وهؤلاء هم الفلاسفة فإنهم اعتقدوا أزلية العالم وأبديته لا لذاته بل لغيره كما حكيناه عنهم في مسألة الحدوث.

  والفريق الثاني: الذين لا يقولون بأزليتها بل يذهبون إلى أن الأجسام محدثة ولكنها بعد دخولها في الوجود يستحيل عدمها وهذا هو مذهب الجاحظ.