جهاد الإمام # للأتراك
  ومعه شيء من الكتب ليبيت في هذا الكهف، وفي صبيحة يوم من الأيام قال: لما أصبح الصباح صعدت أعلى الكهف موضعاً بين حجارة أستتر بها وأدفأ في الشمس، فبينا أنا كذلك وفي يدي المصحف أدرس وعندي السيف؛ إذ باثنين من بدو حجور معهما بندق - أو قال: بندقان - يطلبان الصيد قال: فخفتهما وبقيت مكاني أنظر، حتى إن أحدهما قصد جهتي بالبندق، حتى قرب مني وركَّب الفتيلة، ووجّه البندق إليّ، ولا أجد ما أدفع به عن نفسي، فقلت: لا أجد غير الاضطجاع حتى يرمي لعلها تَطُفّ، فلما ضربت البندق وأحسست موضع الرصاصة قريباً مني اخترطت السيف وقمت مواثباً له، فصاح بأخيه وكان في جانب من الجبل يطلب صيداً، فما كان أقرب القبض عليه بفضل الله هو وسلاحه، وأما الثاني فهرب يصيح، وقلت للذي في يدي: يا ظالم ما فعلت بك حتى تقتلني، فصاح فاستغاث وجحد ذلك كثيراً فقلت: ومن رميت؟ قال: ما كنت أراك وإنما كان أعلاك ظبي كبير فرميته، فقلت: أرني موضعه، فسار بي إلى ذلك الموضع، وإذا هو صادق، وأثر الظبي ظاهر، فقلت: اذهب فقد عذرتك فيما فعلت، فالتزمني وهو يصيح: بأنك - والله أعلم - سيدي قاسم. فقلت: نعم، فعاد بالسلام الكثير، فقلت: من الذي فرّ عنك؟ قال: أخي، فقلت: أدركه ورده؛ لئلا يجمع علينا البدوان، فلحقه، فلما رجع وعظتهما كثيراً؛ فتابا وأنابا، وعند ذلك أصبحا نصيرين للإمام #، وصارا جيشاً له استعان بهما على من كان من جنود الظلمة في سوق (طهنه)، وعلى إزالة ما كان في هذا السوق من المنكرات، فأمده الله بعونه ونصره، وأمكنه الله مما أراد في ذلك السوق، وفر عنه جنود الظلمة، وغنم بعض أسلحتهم، وأقبل إليه من كان من شيعته في ذلك السوق ومعهم الأسلحة التي غنموها.
جهاد الإمام # للأتراك
  كانت الدولة العثمانية في عصر الإمام # قد احتلّت كثيراً من دول العالم وهيمنت عليها، ومن جملة الدول المحتلة في ذلك العصر اليمن، فكان الأتراك