[صحة الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالسمع]
[صحة الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالسمع]
  قال #: (أئمتنا $ والجمهور: ويصح الاستدلال على ثبوت الباري) ووجوده سبحانه و (تعالى بالآيات المثيرة) أي: المظهرة (لدفائن العقول) أي: لما كان مدفوناً في العقول أي: مرتكزاً فيها، (وهي) أي: الآيات المثيرة لدفائن العقول (زهاء) أي: قدر (خمسمائة آية) من القرآن الكريم.
  وقد ذكر من ذلك الأئمة $ كالقاسم والهادي وغيرهما كثيراً منها، وهي مع دلالتها على ثبوت الباري تعالى دالة أيضاً على صفاته سبحانه وصفات أفعاله، وإن كانت صفات أفعاله سبحانه لا خلاف في الاستدلال عليها بذلك وبغير المثير أيضاً.
  وقال (أبو رشيد)(١) وهو سعيد بن محمد النيسابوري، (وبعض متأخري صفوة الشيعة) أي: بعض الزيدية من الشيعة: (يصح) الاستدلال على ثبوت الباري سبحانه (بالقطعي(٢)) من الآيات وغيرها من كلام النبي ÷ (مطلقاً) أي: سواء كان مثيراً لدفائن العقول أو لا كسورة الصمد.
  وقالت (الإمامية والبكرية) من المجبرة وهم الذين اختصوا بأن الطفل لا يتألم وأن إمامة أبي بكر منصوصة نصاً جلياً وهم أصحاب بكر بن عبدالواحد، (وبعض المحدثين) أي: أهل علم الحديث: (و) يصح الاستدلال على ثبوته تعالى (بالظني مطلقاً) من الآيات وغيرها مثيراً وغير مثير.
  وقال (أبو هاشم: لا يصح) الاستدلال على ثبوته تعالى (بالجميع) مما ذكر لا
(١) هو سعيد بن محمد بن حسن بن حاتم أبو رشيد النيسابوري، من كبار المعتزلة من أهل نيسابور أخذ عن القاضي عبد الجبار، وانتهت إليه الرئاسة بعده، وكانت له حلقة في نيسابور، ثم انتقل إلى الري وتوفي بها نحو ٤٤٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار). ذكره في المنية والأمل من الطبقة الثانية عشرة.
(٢) زاد في المتن قوله: من السمع.