شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[صحة الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالقياس العقلي]

صفحة 217 - الجزء 1

  إلى قوله #: وإنما أسماؤه التي تسمى بها وصفاته التي وصف بها نفسه لنا دلائل عليه ليستدل بها القاصد ليباشر قلوبهم اليقين البت وتستشعر أنفسهم الحق المثبت. انتهى.

  قلت: وفي هذا إشعار بمثل ما ذكرنا، وقد صرح به الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد قدس الله روحه في الجنة حيث قال: اعلم أنه لا دليل على الله تعالى أبين من كتابه وذلك أن كونه معجزاً كما يأتي إن شاء الله تعالى دليلٌ على صحة خبره عن الله وعن صفاته تعالى ومن أنكر ذلك فقد رد قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢}⁣[إبراهيم]. انتهى.

  فعلى هذا يستدل بالقرآن على الله تعالى مطلقاً وهو صحيح ويدل عليه قول أمير المؤمنين # في نهج البلاغة: «فبعث محمداً ÷ بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته، ومن طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بينه وأحكمه ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه، وليقروا به بعد إذ جحدوه، ويثبتوه بعد إذ أنكروه، فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن رأوه بما أراهم من قدرته وخوفهم من سطوته).

  وأما مسائل العدل فلا نزاع في جواز الاستدلال عليها بالسمع مطلقاً والله أعلم.

[صحة الاستدلال على ثبوت الباري تعالى بالقياس العقلي]

  قال (جمهور أئمتنا $ وجمهور المعتزلة، وقدماء الأشعرية وغيرهم: ويصح) الاستدلال على ثبوته تعالى (بالقياس العقلي) بل زعمت البهشمية إنه لا طريق إلى إثبات الصانع وصفاته إلا القياس على الفاعل في الشاهد.

  بيان ذلك أنه لا طريق إلى إثبات الصانع إلا حدوث أفعال لا نقدر عليها ومجرد الحدوث لا يدل على الصانع إلا إذا علمنا بطلان حدث لا محدث له، وإنما نعلم ذلك استدلالاً وقياساً على احتياج أفعالنا إلينا.

  وقال (بعض أئمتنا $) وهو الإمام يحيى # وغيره من المتأخرين