[معرفة الاستدلال]
  فإن العقل يحكم بقبح تكليف ما لا يطاق وذلك لا يكون إلا فيما يعم التكليف به علماً أو علماً وعملاً فقط كما سبق دون ما لا يعم فلا مانع من بقاء الوقف في القسم الأخير والله أعلم.
  وإذا عرفت هذا عرفت الجواب عن قولهم: إنا لو جوزنا ثبوت ما لا دليل عليه إلى آخره.
[معرفة الاستدلال]
  قال #: (والاستدلال) وهو مصدر استدل ومعنى استدل على المسألة بين دليلها، وأما الاستدلال (هنا) أي: في معرفة الله سبحانه فهو: (التعبير) أي: التفسير والتكلم (عما اقتفي أثره) أي: عن الشيء الذي اقتفي أي: تُبع أثره، وأثره هو دلالته على ما دل عليه، والاقتفاء الاتباع.
  وقوله #: (وتُوُصِّل به) أي: أن التعبير عما اقتفي أثره وعما توصل به أي: بذلك الشيء (إلى) الأمر (المطلوب) وهو المدلول عليه إثباتاً كان أو نفياً فالاستدلال على هذا الترجمة والبيان والتكلم باللسان عن لسان حال الدليل العقلي والسمعي لأنه الذي اقتفي أثره في وجه دلالته على المطلوب كما إذا قلت: الصنع يدل على الصانع لكونه فعلاً ولا بد لكل فعل من فاعل، فالدليل هو الصنع والمدلول عليه الصانع وهذا التعبير المذكور يسمى استدلال وهو تعبير وتكلم عن الدليل واتباع له في وجه دلالته لأنه لو نطق الصنع لقال: صنعني صانع، وكذلك في الأدلة السمعية، فالتعبير عنها يسمى استدلالاً.
  (ويسمى ذلك التعبير: دليلاً) وسلطاناً وبرهاناً (وحجة) يحتج بها على الخصم.
  (إن طابق الواقع) في نفس الأمر (ما توصل به إليه) أي: إلى المطلوب أي: إن طابق ما توصل به إلى المطلوب الواقع في نفس الأمر وذلك كالاستدلال بالمصنوع على الصانع وبصحة الفعل على القادر وبالفعل المحكم على العالم،