شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر المتخلفين عن بيعة أبي بكر والرد على الخوارج]

صفحة 221 - الجزء 3

  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # عندما بويع لأبي بكر: «الحلم خير والتقى زين والمورد القيامة والحجة محمد #، شُقُّوا رحمكم الله متلاطمات أَمْوَاجَ بحار الْفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ وَعَرِّجُوا عَنْ سبيل الْمُنَافَرَةِ وحطوا تِيجَانَ الْمُفَاخَرَةِ أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ أَوِ اسْتَسْلَمَ فَأَرَاحَ، مَاءٌ آجِنٌ وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا وَمُجْتَنِي الثَّمَرَةِ في غَيْرِ وَقْتِ نضاجها كَالزَّارِعِ في غَيْرِ أَرْضِهِ، والله لو أقول ما أعلم لتداخلت أضلاع قوم تداخل أسنان دوَّارة الرحى، وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا جَزِعَ ابن أبي طالب مِنَ الْمَوْتِ هَيْهَاتَ هيهات والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعلي آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ، ولكني انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ اضْطَرَبْتُمْ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّيِّ الْبَعِيدَ». انتهى.

  ومما يؤكد هذا ما ذكره # في نهج البلاغة: «وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَمَوْلِجِهِ وَجَمِيعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِيَّ بِرَسُولِ اللَّهِ [÷] أَلَا إِنِّي مُفْضِيهِ إِلَى الْخَاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ وَاصْطَفَاهُ عَلَى الْخَلْقِ مَا أَنْطِقُ إِلَّا صَادِقاً وَلقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ ذَلِكَ كُلِّهِ وَبِمَهْلِكِ مَنْ يَهْلِكُ وَمَنْجَى مَنْ يَنْجُو وَمَآلِ هَذَا الْأَمْرِ وَمَا أَبْقَى شَيْئاً يَمُرُّ عَلَى رَأْسِي إِلَّا أَفْرَغَهُ فِي أُذُنَيَّ وَأَفْضَى بِهِ إِلَيَّ» انتهى.

  فهذا الذي ذكرناه من اضطراب الناس في بيعة أبي بكر واختلافهم وامتناع كثير منهم من البيعة إنما هو مجة من لجة مما وقع هناك من التنازع والاختلاف.

[ذكر المتخلفين عن بيعة أبي بكر والرد على الخوارج]

  قال في الكامل المنير: وروى وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر مع بني هاشم خالد بن سعيد بن العاص وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وأبو بريدة الأسلمي وقيس بن سعد بن عبادة وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وسهل بن حنيف وأبي بن كعب والمقداد بن الأسود وعبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وطلحة والزبير