شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في استحالة الفناء على الله]

صفحة 443 - الجزء 1

  وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ١٠٠ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهْوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٠١}⁣[الأنعام] فنفى سبحانه عن نفسه الولد والصاحبة التي يكون منها الولد.

  (وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}⁣[الإسراء: ١١١]، وقد صح) أي: القرآن والاستدلال به (بما يأتي) في كتاب النبوات (إن شاء الله تعالى) من الدليل الباهر وهو المعجز الدال على صدق الرسول ÷ وكون ما جاء به عن الله سبحانه حقاً وصدقاً.

  واعلم أنه يجوز الاستدلال بالقرآن على تنزيه الله سبحانه ونفي التشبيه عنه⁣(⁣١).

(فصل): [في استحالة الفناء على الله]

  قال المسلمون وأكثر أهل الملل الكفرية: (والله تعالى لا يجوز عليه الفناء) والفناء هو ضد البقاء، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى.

  وذلك (لأن الفناء لا يكون إلا بقدرة قادر)؛ لأنه إعدام الموجود فهو بفعل يتعلق بالموجود لإفنائه وإعدامه ولا بد للفعل من فاعل قادر؛ (إذ لا تأثير لغير القادر كما مر) في فصل المؤثرات، (والله سبحانه وتعالى ليس من جنس المقدورات) لما ثبت من أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض، والمقدورات كلها إنما هي أجسام أو أعراض فقط، (فلا تعلق به) جل وعلا (القدرة؛ لما مر) من أنه ليس بجسم ولا عرض، فاستحال عليه تعالى الفناء لذلك.

  وقال (بعض العلية) وهم من زعم أن للعلة تأثيراً كتأثير الفاعل وهم بعض المعتزلة الذين يقولون: إن العلل تؤثر في الصفات والأحكام، ومن ذلك قولهم: إن ذاته تعالى واجبة الوجود لذاته، ومعناه: أن ذاته موجبة لوجوده وإلى هذا أشار # بقوله:


(١) بياض في الأصل إلى قوله: (فصل).