[إجماع أهل البيت $ على إمامة علي # بعد النبي ÷ بلا فصل والرد على من خالف في ذلك]
[إجماع أهل البيت $ على إمامة علي # بعد النبي ÷ بلا فصل والرد على من خالف في ذلك]
  وقال شارح الأبيات الفخرية في الاحتجاج على إمامة أمير المؤمنين #: وأما البرهان الثالث فهو إجماع أهل البيت $ على ذلك وإجماعهم حجة قطعية.
  قال الإمام الحسن بن محمد # في أنوار اليقين: العترة مجمعة على أن الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل هو أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب # وإجماعهم على ذلك مشهور.
  إلى أن قال: يعلم ذلك من دينهم ضرورة كما نعلم أن من دينهم اعتقاد نبوة محمد ÷ قال: وهذه حجة قاطعة كافية في ذلك وكذلك فإجماع أهل البيت منعقد على أن كل مكلف يجب عليه العلم بإمامة أمير المؤمنين # وأنها واجبة على الأعيان دون غيره من الأئمة $ ما لم يكن ذلك إمام العصر وإجماعهم حجة.
  قلت: ولا وجه للفرق بين إمام العصر وغيره من سائر الأئمة $ في وجوب معرفتهم لما قد تكرر ذكره من أن الإمامة أصل من أصول الدين يجب معرفته على كل مكلف لقوله ÷: «من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» كما سبق ذكره وتفسيره والمراد معرفة شروط الإمام وصفاته وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، وأولو الأمر هم أئمة الحق بلا خلاف بين المسلمين.
  فلا يخلو إما أن يوجب عليهم طاعة معلوم أو مجهول؟
  والثاني باطل؛ لأنه يكون تكليفاً لما لم يعلم وهو لا يجوز بلا خلاف فثبت أنه إنما أوجب عليهم طاعة معلوم فيجب حينئذ على المكلف أن يجتهد في معرفة من أوجب الله عليه طاعته، وقد ذكر معنى ذلك القاسم # في كتاب تثبيت الإمامة.