[بحث يتعلق بحكم من تقدم عليا #]
  بعدما شهد لهم بما ذكرنا من الإيمان بالله والمعرفة، ثم يأمر بضرب أعناقهم على غير شيء اجترموه ولم يحل الله دم مؤمن كما أحله عمر بن الخطاب قال الله سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء].
  ورسول الله ÷ يقول: «من شرك في دم مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله».
  ويقول ÷: «من راع مسلماً فقد برئت منه ربقة الإسلام».
  وعمر يقول غير ملتفت إلى شيء من ذلك ويقتل خير من على وجه الأرض بزعمه، فيا للعجب من هذه الأحكام المختلفة والأهواء التي هي غير مؤتلفة والتلعب بالدين حتى كأنهم أسرى؟ فبأي حجة أو معنى أو خطة أراد عمر قتل هؤلاء الستة؟ وما كانت حجته عند الله وعند رسوله لو وقع ذلك القتل؟ وكيف يكون حال الأمر الذي يبقى بعدهم؟ ومن كان يريد أن يجعل لهم إماماً إذا كان المعمول عليه يومئذ أن لا إمامة في غير هؤلاء وأنها مقصورة بزعمه عليهم وزعم أنه أراد بقوله: اقتلوهم ما هو أصلح للأمة فلا نرى على قوله ولا نجد قياسه إلا على أن الأمر لو تم كان فيه دمار الأمة وهلاكها إذا بقيت ساعة بلا راع.
  فيا لله ما أكثر العمى والتخليط، وأبين فضيحة القوم عند من عرف وأنصف، وبالله نستعين وإياه نسأل التثبيت واليقين، إنه على كل شيء قدير.
  انتهى كلام الهادي # وقد نقلت أكثره وهو بلفظه.
[بحث يتعلق بحكم من تقدم علياً #]
  وروى لي الإمام المنصور بالله رب العالمين القاسم بن محمد قدس الله روحه وهو مؤلف هذا الكتاب المبارك، أعني الأساس عن الإمام الشهير الحسن بن علي بن داود # وهو المأسور بأيدي الروم لعنهم الله وأقمأهم أن سائلاً سأله