[ذكر حديث الاثني عشر الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر]
  تقدمنا في أمركم فرطاً ولا برحنا شططاً، فإن كان هذا الأمر يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين، وما أبعد قولك إنهم طعنوا عليك من قولك إنهم مالوا إليك.
  وأما ما بذلت لنا فإن يكن حقك أعطيتنا فأمسكه عليك، وإن يكن حق المؤمنين فليس لك أن تحكم فيه وإن يكن حقنا لم نرض منك ببعضه.
  وما أقول هذا أروم صرفك عما دخلت فيه ولكن للحجة نصيبها من البيان.
  وأما قولك: إن رسول الله منا ومنكم، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها.
  وأما قولك يا عمر: إنك تخاف الناس علينا فهذا الذي قدمتموه أول ذلك والله المستعان. انتهى.
  قلت: وقول العباس: فخلّا الناس على أمرهم يختارون لأنفسهم يريد أنهم قد عرفوا موضع الاختيار ولهذا قال: مصيبين للحق غير مائلين ولم يجهلوا مكان علي # ولا كونه الأولى بمقام رسول الله ÷ لو أعطوا النصفة من أنفسهم، أو يكون من باب مجاراة الخصم لأنه قد روى عنه ابنه عبدالله بن العباس أنه كان يقول: إن النبي ÷ جعل الإمامة بعده لعلي # بالنص الواضح حيث قال عمر لعبدالله بن العباس: أزعم أن رسول الله جعلها له - يعني علياً # -؟
  فقال عبدالله بن العباس: نعم، وأزيدك: سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق.
[ذكر حديث الاثني عشر الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر(١)]
  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة: روي أنه لما قبض رسول الله ÷ ولي أبو بكر الأمر واجتمع عليه الناس فرقى المنبر خطيباً واجتمع
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان (ع) في حقائق المعرفة، وذكر الإمام الهادي في كتاب تثبيت الإمامة قيام ومعارضة الاثني عشر وذكر بعض كلامهم ثم قال: مع كلام كثير تكلم به كل رجل منهم يعنفونه فيه ويوبخونه ... إلخ.