شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الخلاف في محل العقل]

صفحة 97 - الجزء 1

  الأعراض بقوته. انتهى⁣(⁣١).

  (لنا) حجة على مخالفنا: (زواله) أي: العقل (عند نحو النوم) كالسكر والإغماء فإنهم لا ينكرون زواله عند ذلك ولهذا كان فعل النائم وما أشبهه خطأً، (وعوده) أي: عود العقل (عند النقيض) وهو نحو اليقظة كالصحو (فلو كان العقل القلب) كما قالته المطرفية (أو جوهراً) بسيطاً أو لطيفاً كما قالته الفلاسفة (لم يزل) عند نحو النوم لأن القلب باقٍ بلا خلاف وكذلك الجوهر على زعمهم فإنهم يحكمون ببقائه على حد بقاء الجسم.

  (والطبيعة) أي: والطبيعة التي حكمت الطبائعية بأنها العقل (إن أرادوا بها العرض) الذي ذكرناه (فكقولنا) فيكون الخلاف بيننا وبينهم في العبارة فقط. (وإلا) يريدوا بها العرض (فلا تحقق لها) وكلما لا تحقق له ولا يعقل فهو باطل قطعاً.

[الخلاف في محل العقل]

  قال (أئمتنا $ والمعتزلة: ومحله) أي: العقل (القلب).

  وقالت (الفلاسفة: بل محله الدماغ).

  (قلنا: لا دليل عليه) أي: على محله (إلا) من السمع نحو (قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ...} الآية [الحج: ٤٦]) فدلت الآية على أن القلوب محل للعقول وقول من خالفنا لا دليل عليه، وكل قول بلا دليل فلا شك في بطلانه.

  (وقد صح) أي: القرآن فيصح الاستدلال به كهذه الآية (بما يأتي إن شاء الله تعالى) في كتاب النبوات من أن القرآن كلام الله سبحانه ووحيه وتنزيله، وأنه لا ريب فيه.


(١) أي: كلام الحاكم في العيون.