(فصل): في بيان الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل
  واختلف أبو علي وأبو هاشم في وصفه تعالى بأنه أول وسابق وأسبق مع قيد في الأزل، فقال أبو علي: يجوز. وقال أبو هاشم: لا يجوز؛ لأنه يوهم الخطأ وهو أن في الأزل شيئاً سوى الله مشاركاً له فيه، ولكن الله سبحانه هو الأول فيه والسابق والأسبق وذلك مستحيل.
  قلت: والحق أنه لا يجوز وصف الله سبحانه بأنه سابق ولا أسبق مطلقاً سواء قيد بالأزل أو لا؛ لأن لفظ السباق يوهم أن غير الله ø قد سابق الله سبحانه في وجود ذاته ولكن الله سبحانه سبقه بوجود ذاته جل وعلا، وأن الله تعالى لم يخلقه ولم يحدثه وإنما تسابقا في الوجود فكان السبق لله سبحانه وذلك محال.
  وأما قولنا: سبق علم الله ما يفعله العبد فجائز لأن فعل العبد غير فعل الله فصح المسابقة.
  وأما قولنا: أول في الأزل فجائز ولا إيهام فيه والله سبحانه أعلم.
(فصل): في بيان الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل
  قال الإمام يحيى # في الشامل: صفات الذات: هي الصفات الجارية على الذات لا باعتبار أمر يفعله كالقادرية والعالمية وغيرهما.
  وصفات الفعل: ما يجري على الذات باعتبار أمر يفعله كالمتكلمية والصادقية والمريدية والكارهية عند مثبتيهما وغير ذلك، وقد أشار إلى ذلك الإمام # فقال:
= بأرجلهم، فتوفي بعد ذلك شهيداً. وذكر مثل هذا في طبقات الزيدية، قال فيها: قال الإمام أبو علي النيسابوري: حدثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة، أبو عبد الرحمن النسائي، وكان له في الرجال شرط أشد من شرط البخاري ومسلم. وذكر فيها أنه لما سُئل عن معاوية أي شيء؟ أخرج حديث: «اللهم لا تشبع بطنه» فسكت السائل. وفيها: وحُمل إلى مكة وتوفي بها، كذا قيل، والصواب إلى الرملة. وقال الدارقطني: خرج حاجاً فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة. فحُمل فتوفي بها. وهو مدفون بين الصفا والمروة. وكان وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة. انتهى. وفي الخلاصة: سنة أربع وثلاثمائة شهيداً ... إلخ. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).