(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها
  (قلنا) رداً عليهم: (عدم نقل حكم العقل) في تلك الحادثة (ليس بتفريط بل جاء القرآن بتقريره) أي بتقرير حكم العقل حيث (قال تعالى): {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧ (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨}[الشمس])، أي ألهم كل نفس ما يزكيها وما يدسيها وما ذلك إلا بخلق العقل الذي فطره على استقباح القبيح واستحسان الحسن وذلك دليل على العمل بقضية العقل إن لم ينقله الشرع وذلك ليس بتفريط.
(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها
  قال # (فالكتاب) الذي تقدم ذكره (هو القرآن) الكريم الذي أتى به محمد ÷ من الله سبحانه.
  قال في البرهان: وله أربعة أسماء سماه الله بها، أولها: القرآن لقوله تعالى: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}[يوسف: ٣]، مأخوذ من التبيين بقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ١٨}[القيامة]، أو من الجمع والضم لأنه آيٌ مجموع، قال عمرو(١) بن كلثوم:
  تريك وقد(٢) دخلت على خلاء ... وقد أمنتْ عيون الكاشحينا
  ذراعي عيطل أدماء بكرٍ ... هجان اللون لم تقرأ جنينا
  أي لم تضم رحماً على ولد، ومن هذا سمي القرء قرءاً لأنه اجتماع الدم في الرحم.
  والثاني: الفرقان؛ لقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}[الفرقان: ١]، لأنه يفرق به بين الحق والباطل.
(١) عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب، من بني تغلب، أبو الأسود: شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة. وتجول فيها وفي الشام والعراق ونجد أشهر شعره معلقته التي مطلعها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) كذا في الأصل، والذي في القصيدة: (إذا) بدل (وقد). انظر دواوين الشعر وغيره.