شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]

صفحة 525 - الجزء 1

  قال لأبي تمام: أعطني في هذا الكوز من ماء كآبتك العذب، فقال أبو تمام: خذ هذا المقراض واقصص لي ريشتين من جناح الذل.

  (و) أما (تأويلهم) أي: الفارسي والإسفرائيني والإمامية والظاهرية ومن تبعهم (بأنها) أي: تلك المجازات الواقعة في اللغة والكتاب والسنة (حقائق) فهو (خلاف المعلوم من لغة العرب فَلْتُتَتَبَّعْ) أي: لغة العرب ومع تتبعها ومعرفة مقاصد أهلها يعرف بطلان قول منكري المجاز.

[ذكر علاقات المجاز وبعض أقسامه وغير ذلك]

  قال #: (ولا بد من علاقة) رابطة (بين المدلول الحقيقي والمجازي) فالحقيقي هو السبع مثلاً، والمجازي هو الرجل الشجاع والعلاقة الرابطة بينهما هي الشجاعة، وكذلك إذا أطلق لفظ غيث على الرجل الكريم فإن العلاقة النفع ونحو ذلك.

  (فإن كانت) أي: العلاقة (غير المشابهة بينهما) أي: بين الحقيقي والمجازي (فالمرسل) أي: فهو الذي يسمى المجاز المرسل نحو اليد الموضوعة للجارحة المخصوصة إذا استعملت في النعمة لما كانت النعمة في الأغلب لا تصل المنعم عليه إلا من اليد فسميت باسم سببها.

  (وإلا) أي: وإن لا تكن العلاقة غير المشابهة بل كانت هي المشابهة (فالاستعارة) أي: فذلك المجاز يسمى استعارة.

  وللمجاز المرسل والمجاز على وجه الاستعارة أقسام كثيرة مذكورة في كتب المعاني والبيان وقد أشار # إلى طرف من ذلك فقال:

  (فإن ذكر المشبه به) دون المشبه (نحو: رأيت أسداً يرمي) فقد ذكر هنا اسم المشبه به وهو الأسد، وطوي ذكر المشبه وهو زيد مثلاً مع أنه هو المراد باللفظ بادعاء السبعية له والقرينة قوله: يرمي؛ لأن الرمي من خصائص الإنسان (فالتحقيقية) أي: فهي تسمى استعارة تحقيقية لتحقق معناها حساً حيث نقل