(فصل): [في السنة]
(فصل): [في السنة]
  (و) الثاني من الأدلة (السنة) وهي (لغة): أي في لغة العرب: (الطريقة والعادة) يقال: سلك القوم سنة آبائهم أي طريقتهم وعادتهم، قال الهذلي:
  فلا تجزعن من سنة أنت سرتها ... فأول راضٍ سنة من يسيرها
  (و) هي (ديناً) أي في الحقيقة الدينية التي نقلها الشارع إلى أصول الدين: (الملة) يقال: سنة النبي ÷ أي ملته ودينه وقوله ÷: «عشر من سنن المرسلين»(١) أي من ملتهم ودينهم.
  (و) السنة (عرفاً) أي في عرف أهل الشرع: (نقل خبر النبي ÷ وأمره ونهيه) إلى من لم يسمعه منه ÷، (و) كذلك أيضاً (الإخبار عن فعله) ÷ فإذا أخبرنا مخبر أن النبي ÷ فعل فعلاً وعرفنا وجه ذلك الفعل وجب علينا الاقتداء به والاتباع له فيه على ما هو مقرر في موضعه من أصول الفقه (و) كذلك الإخبار عن (تقريره) ÷ لمن رآه يفعل فعلاً ولم ينهه فإن ذلك دليل على أن ذلك الفعل غير محرم.
  وليس المراد أن نفس النقل والإخبار هو السنة بل المراد خبره ÷ المنقول ونهيه وأمره وفعله وتقريره.
  (و) السنة (في عرف الفقهاء) أي في عرف أهل علم الفروع: (ما لازمه الرسول ÷ من النفل) وأمر به وبين أنه غير واجب كرواتب الفرائض.
  وإلا يأمر به فمستحب، وإن لازمه وأمر به ولم يبين أنه غير واجب فهو واجب.
  (والمبحوث عنه هنا) أي في هذا الكتاب (هو الأول من الأخيرين) وهو نقل خبر النبي ÷ وأمره ونهيه والإخبار عن فعله وعن تقريره لأن
(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحسين # في الشفاء، وغيرهم.