شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر شبه للباطنية وغيرهم والجواب عليها]

صفحة 393 - الجزء 2

[ذكر شبه للباطنية وغيرهم والجواب عليها]

  قال العنسي: ومن الناس من ادعى الإقرار بالصانع والإلهية والرب وحكمته وطعن على نبينا محمد ÷ من قبل المعجزة وهو القرآن كالباطنية فإنهم ذكروا شبهاً مزخرفة منها.

  قالوا: إن هذا القرآن أخبر عن نفسه بأمور لم نجدها وأنه على صفة لم نجده عليها وذلك أنه قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}⁣[النساء].

  قالوا: وجدنا أهله قد أجمعوا على قراءة زيد بن ثابت⁣(⁣١) وعبدالله بن مسعود وغيرهما من القرَّاء في الصحابة ووجدنا قراءتهم في القرآن مختلفة في الألفاظ وفي المعاني وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان والتخفيف والتثقيل والتحريك والتسكين.

  قالوا لعنهم الله: أوَحَسِبُوا أن قراءة من قرأ «كالصوف المنفوش» لا تخالف قراءة من قرأ «كالعهن المنفوش»، وكذلك قراءة من قرأ: «وامضوا إلى ذكر الله» لا تخالف قراءة من قرأ: «واسعوا إلى ذكر الله»، وكذلك في التقديم والتأخير نحو قراءة من قرأ: «وضربت عليهم الذلة والمسكنة» فإنها تخالف قراءة من قرأ: «وضربت عليهم المسكنة والذلة».

  قالوا: وكذلك الزيادة والنقصان نحو من قرأ: «والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى»، فإنها تخالف قراءة من قرأ: «وما خلق الذكر والأنثى»، وغير ذلك.


(١) زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي. أبو خارجة؛ استصغره النبي ÷ يوم بدر فرده، وشهد ما بعدها؛ ولم يشهد شيئاً من حروب علي #. قال ابن عبد البر: وكان مع ذلك يفضل علياً، ويظهر حبه. توفي بالمدينة، سنة خمس وأربعين - وقيل غير ذلك ـ. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).