[ذكر شبه للباطنية وغيرهم والجواب عليها]
[ذكر شبه للباطنية وغيرهم والجواب عليها]
  قال العنسي: ومن الناس من ادعى الإقرار بالصانع والإلهية والرب وحكمته وطعن على نبينا محمد ÷ من قبل المعجزة وهو القرآن كالباطنية فإنهم ذكروا شبهاً مزخرفة منها.
  قالوا: إن هذا القرآن أخبر عن نفسه بأمور لم نجدها وأنه على صفة لم نجده عليها وذلك أنه قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}[النساء].
  قالوا: وجدنا أهله قد أجمعوا على قراءة زيد بن ثابت(١) وعبدالله بن مسعود وغيرهما من القرَّاء في الصحابة ووجدنا قراءتهم في القرآن مختلفة في الألفاظ وفي المعاني وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان والتخفيف والتثقيل والتحريك والتسكين.
  قالوا لعنهم الله: أوَحَسِبُوا أن قراءة من قرأ «كالصوف المنفوش» لا تخالف قراءة من قرأ «كالعهن المنفوش»، وكذلك قراءة من قرأ: «وامضوا إلى ذكر الله» لا تخالف قراءة من قرأ: «واسعوا إلى ذكر الله»، وكذلك في التقديم والتأخير نحو قراءة من قرأ: «وضربت عليهم الذلة والمسكنة» فإنها تخالف قراءة من قرأ: «وضربت عليهم المسكنة والذلة».
  قالوا: وكذلك الزيادة والنقصان نحو من قرأ: «والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى»، فإنها تخالف قراءة من قرأ: «وما خلق الذكر والأنثى»، وغير ذلك.
(١) زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي. أبو خارجة؛ استصغره النبي ÷ يوم بدر فرده، وشهد ما بعدها؛ ولم يشهد شيئاً من حروب علي #. قال ابن عبد البر: وكان مع ذلك يفضل علياً، ويظهر حبه. توفي بالمدينة، سنة خمس وأربعين - وقيل غير ذلك ـ. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).