[عودة إلى ما حكاه العنسي | من شبه الملاحدة]
  قال الأسيوطي: وَأَخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ(١) الْمَرْوَزِيُّ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ بِالسُّورَتَيْنِ فَذَكَرَهُمَا وَأَنَّهُ كَانَ يَكْتُبْهُمَا فِي مُصْحَفِهِ. انتهى.
[عودة إلى ما حكاه العنسي | من شبه الملاحدة]
  رجع الكلام إلى حكاية ما ذكره العنسي، قال:
  قالوا: وكتبوا ثلاثة مصاحف لثلاثة من قرائهم: ابن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ولو كان ذلك مشروعاً لكان النبي محمد ÷ به أولى وإليه أسرع ولم يكونوا كُتَّاباً ولا عارفين بالهجاء ولهذا كتبوا: الصلوة والزكوة بالواو في أماكن وبالألف في أماكن ولم يكن مشكولاً ولا معجماً، وربما زاد الشيء وربما نقص.
  قالوا: وانتهى علم القرآن في الصحابة إلى ستة: علي، وعمر، وعبدالله بن مسعود، وأبو موسى، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب. وثلاثة يأخذون من ثلاثة: عبدالله بن عمر وأبو موسى يأخذون عن علي، وزيد عن أبي، وبعضهم ينكر على بعض ما في مصحفه حتى انتهى الحال إلى أن حرق عثمان مصحف ابن مسعود قال: مخافة الاختلاف وجمع الناس على مصحف زيد بن ثابت.
  وقال ابن مسعود: لو ملكت ما ملكوا لصنعت بمصحفهم كما صنعوا بمصحفي.
  وأن مروان أحرق مصحف عمر ولا سيما أن المصحف اليوم هو الذي جمع عثمان عليه الناس وهو مصحف زيد بن ثابت وفيه المنازع من الصحابة من ذكرنا ولا سيما مع قول النبي ÷ في غيره ما لم يقل فيه قال في أبي: «أقرأكم
(١) محمد بن نصر المروزي، أبو عبد الله: إمام في الفقه والحديث. كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم في الأحكام. ولد ببغداد ٢٠٢ هـ. ونشأ بنيسابور، ورحل رحلة طويلة استوطن بعدها سمرقند وتوفي بها ٢٩٤ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).