شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الله تعالى ليس بذي مكان]

صفحة 395 - الجزء 1

  المشعر ظاهره بالتشبيه.

  فإن قالوا: نقطع أنه ليس بجسم ولا ندري بعد ذلك ما أراد الله بهذه الألفاظ كما روي عن داود الظاهري وغيره، فهؤلاء غير مجسمين.

  وإن قالوا: لا ندري ما أراد الله بها هل الجسمية على ظاهرها أم غيرها فهؤلاء حكمهم حكم المجسمين لأنهم جاهلون بالله تعالى. ذكر ذلك النجري في شرحه.

  قال #: (قلنا) جواباً عليهم: (لو كان تعالى جسماً لكان محدثاً كسائر الأجسام؛ لحصول دليل الحدوث فيه) وهو أثر التدبير ومقارنته للعرض الحادث كما مر (مثلها) أي: مثل سائر الأجسام، (وقد مر الدليل على أن الله تعالى ليس بمحدَث) فلا وجه لإعادته.

  (و) أيضاً دليله من السمع ما (قال) الله (تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى]، فنفى سبحانه وتعالى مماثلته لشيء من الأشياء؛ فثبت ما ذكرناه وهو أنه تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه.

[الله تعالى ليس بذي مكان]

  (فرع) يتفرع على مسألة كونه تعالى لا يشبه شيئاً من الأشياء كونه تعالى ليس بذي مكان.

  قال #: قالت (العترة $، وصفوة الشيعة، والمعتزلة وغيرهم: و) الباري تعالى (ليس بذي مكان) يشغله ويتمكن فيه ولا ذي انتقال من جهة إلى جهة وهذان متلازمان فكل ذي مكان فهو ذو انتقال وكل ذي انتقال فهو ذو مكان والله تعالى لا يجوز عليه شيء من ذلك؛ لأنه لا يعقل حاصلاً في الجهة إلا ما كان جسماً أو تابعاً للجسم لا ينفك عنه كالعرض، وذلك من خصائص المحدثات.

  وأيضاً فإن المكان والجهة محدثان مخلوقان والله سبحانه الأول والآخر قبل الزمان والمكان.