شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[جواب الإمام أحمد بن سليمان # على بعض أباطيل المطرفية]

صفحة 222 - الجزء 2

  له فيها حاجة»⁣(⁣١) قال: بدليل قوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤]، فإن ذلك عائد إلى المؤمنين لا محالة.

  وهذا محتمل والأول أظهر ولا يلزم منه ما ادعته المجبرة من أن الأجل واحد لا محالة، وأن المقتول لو لم يقتل لمات قطعاً بل المعنى فيه أن ما علم الله سبحانه وقوعه فلا بد أن يقع وعلم الله سبحانه سابق غير سائق، وإذا علم الله سبحانه وقوع القتل على المقتول فلا يلزم منه أن لا يعلم الأجل المسمى المفروض مع تقدير عدم القتل؛ لأنه تعالى عالم بالأمرين وبشرطيهما كما سبق ذكره وذلك واضح.

[جواب الإمام أحمد بن سليمان # على بعض أباطيل المطرفية]

  وأما الرد على المطرفية في قولهم: إن الله سبحانه وتعالى ساوى بين الناس في ستة أشياء في الخلق والرزق والموت والحياة والتعبد والمجازاة وهذا منهم خطأ عظيم.

  ونكتفي في الرد عليهم بما ذكره الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة حيث قال: أما قولهم: إن الله [تعالى] ساوى بين الناس في الخلق - فليس الذَّكر كالأنثى، ولا الكامل كالناقص، ولا الفصيح كالأعجم، ولا الصَّبيح كالقبيح، ولا الأبيض كالأسود، ولا العربي كالزِّنجي، ولا الشريف كالوضيع، ولا المالك كالمملوك؛ وهذا مشاهد بيِّنٌ لا ينكره عاقلٌ، ولا يُماري فيه إلا جاهلٌ، وقد قال الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ


(١) رواه الإمام عز الدين # في المعراج، وروى نحوه الطبراني في الكبير عن أسامة بن زيد، وفي الأوسط عن مطر بن عكامس، وروى نحوه أيضاً أبو يعلى في مسنده عن أبي عزة، وابن حبان في صحيحه عنه، وابن أبي شيبة في مصنفه عنه، والترمذي في العلل عنه، والشهاب القضاعي في مسنده عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، ورواه الضياء في المختارة عن أسامة، وغيرهم.