شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [المعاصي صغائر وكبائر والخلاف في ذلك]

صفحة 47 - الجزء 4

كتاب المنزلة بين المنزلتين

  ومعنى المنزلة بين المنزلتين الشيء بين الشيئين في العلو والانحطاط وذلك أن مرتكب الكبيرة الغير المخرجة من الملة له حكم بين الحكمين واسم على ما قالوه بين الاسمين أي بين حكم المؤمن والكافر وبين اسميهما كما سنذكره إن شاء الله تعالى.

  ولما كان هذا الكتاب يتضمن ذكر الإيمان والعصيان واسم من تحلى بهما وكان ذلك من فروض الأعيان لكونه يترتب عليه الموالاة والمعاداة وهما أصل من أصول الدين يجب على كل مكلف معرفته ذكره # وصدره بكتاب المنزلة بين المنزلتين اقتداء بالهادي #، ولأن ذكر المنزلة بين المنزلتين يستدعي ذكر المنزلتين وتحقيق القول في ذلك فقال #.

(فصل): [المعاصي صغائر وكبائر والخلاف في ذلك]

  قال (أئمتنا $ والجمهور) من غيرهم: (والمعاصي صغائر وكبائر) فالكبائر ما يستحق فاعلها العقاب الدائم إن لم يتب، والصغائر هي التي تكون مكفرة في جنب الطاعات وسيأتي أقوال الأئمة $ وغيرهم في تعريفهما.

  وقالت (الخوارج والاسفرائيني) من المجبرة (وموافقوه) أي ومن وافقه في ذلك: (بل) كل المعاصي (كبائر فقط).

  أما الخوارج فلأن كل معصية عند بعضهم توجب الكفر، وعند بعضهم كل ما ورد فيه وعيد أوجب الكفر، وعند بعضهم كل ما ثبت في العقل تحريمه ففعله كفر ولا صغيرة عندهم جميعاً.

  وأما الاسفراييني وموافقوه فهذه رواية صاحب الفصول عنه أنه يوافق الخوارج في نفي الصغائر وأن كل ذنب كبيرة، ولعلهم يقولون: إنها كبائر وإن جوز العفو عنها أو عن بعضها كما هو مذهب كثير من الأشاعرة والله أعلم.