شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر حقيقة الإيمان لغة ودينا

صفحة 90 - الجزء 4

  ثم قال: «إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه».

  وفي رواية قال الزهري: فنرى إن الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح. ذكره في الجامع.

  وما أخرجه مسلم والبخاري والنسائي والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن»⁣(⁣١).

  وفي بعض الروايات زيادة: «ولكن التوبة معروضة».

[حقيقة الإسلام لغة وديناً]

  (و) أما (الإسلام) فهو (لغة) أي في لغة العرب: (الانقياد) والامتثال والاستسلام، قال الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}⁣[الحجرات: ١٤]، أي استسلمنا وانقدنا ولم نمتنع بالمعارضة فالمنافق مسلم لغة.


(١) رواه في مصنف عبدالرزاق عن أبي سعيد وعن أبي هريرة، ورواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة وعن ابن عباس، ورواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة وعن ابن عباس، والنسائي في سننه، والترمذي في سننه عن أبي هريرة وقال: حسن صحيح، وقال: وفي الباب عن ابن عباس وعائشة وعبدالله بن أبي أوفى. انتهى. ورواه أبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، ورواه في سنن الدارمي، وابن أبي شيبة في مصنفه عن عائشة وابن أبي أوفى وأبي هريرة، ورواه البيهقي في سننه، والطبراني في الكبير عن ابن عمر وبعض من ذكر، وفي الأوسط عن بعض من ذكر، وفي الصغير عن علي #، ورواه في تهذيب الآثار للطبري عن عبدالله بن مغفل وبعض من ذكر، ورواه أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وعبد بن حميد في مسنده، والحميدي في الجمع بين الصحيحين، وأبو نعيم في حلية الأولياء، وابن الجعد في مسنده، ورواه في مسند إسحاق بن راهويه، وفي مسند البزار وغيرهم كثير تركتهم خشية التطويل.