الفصل الثالث: فيما ورد من أشراط الساعة
  فرأت في جبهته إبرة مطروزة رتقاً في العظم كما تطرز في حاشية الثوب فعجبت من كونها في العظم على الهيئة التي تغرز في الخرقة قالت: فاستخرجت الإبرة من تلك الجمجمة وحملتها بيتي فوضعتها في حق أو نحوه فلبثت أياماً واحتجت إليها فطلبتها في الموضع الذي وضعتها فيه فلم أجدها فعدت إلى موضع الجمجمة التي استخرجت الإبرة منها فوجدت الإبرة قد أعيدت إلى موضعها ذلك فتركتها فيه وانصرفت فَزِعةً من ذلك.
  قال #: والمرأة المذكورة غير متهمة بالكذب وقد نقل إلينا من ذلك حكايات كثيرة.
الفصل الثالث: فيما ورد من أشراط الساعة
  وقد جاء في ذلك قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}[محمد: ١٨]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}[الأنعام: ١٥٨]، ومن السنة ما روى البراء بن عازب قال: كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله ÷ فقال: «ما تذكرون؟» قلنا: الساعة، فقال: «إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، ودابة الأرض، وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى #، وناراً تخرج من عدن» روي أنها تسوق الناس إلى المحشر وهي آيات ملجئات مضطرة.
  قال #: قال في تفسير الثعلبي عنه ÷ أنه قال: «إذا غربت الشمس رفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة فتحبس وتستأذن من أين تؤمر بالطلوع أمن مغربها أم من مطلعها فلا يرد لها جواب حتى يوافقها القمر فيحبس معها فيستأذن من أين يطلع فلا يرد له جواب حتى يحبسا ثلاث ليال أو ليلتين فلا يعرف مقدار تلك الليلة إلا المتعبدون في الأرض وهم يومئذ عصابة