[وقعة الحرة وبعض جرائم يزيد وغير ذلك]
  والحارث بن هشام وحويطب(١) بن عبد العزى وغيرهم قد سماهم.
  وقد روي أن كفر معاوية هو إجماع العترة $ وإجماعهم حجة قطعية.
[وقعة الحرة وبعض جرائم يزيد وغير ذلك]
  ثم وإن سلمنا أن يزيد لم يتول أباه معاوية ولم يشمله كفره فإن بعض ما اشتهر من فعله مما علمه الخاص والعام يوجب كفره لو لم يكن من ذلك إلا وقعة الحرة واستباحة المدينة ثلاثة أيام وهي حرم رسول الله ÷ وقتل أهلها وقد حرم صيدها وشجرها فكيف بالمهاجرين والأنصار.
  قال الأسيوطي - وهو من علماء العامة -: وما أدراك ما وقعة الحرة ذكرها الحسن مرة فقال: والله ما كاد ينجو منهم أحد، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم ونهبت المدينة وافتض فيها ألف عذراء. انتهى.
  وروي أن القتلى يومئذ نحو ستة آلاف سوى الصبيان والنساء وسبي من أحبوا منها واختلط النساء بالرجال والتبس الأولاد من السفاح بالأولاد من النكاح حتى كانوا لا يعرفون أولادهم إلا بحب علي بن أبي طالب فمن أحبه علموا أنه لرشدة ومن أبغضه علموا أنه لغير رشدة.
  روى في كتاب شواهد التنزيل بإسناد رفعه إلى جابر بن عبدالله الأنصاري | قال: كنا نختبر أولادنا يوم الحرة بحب علي بن أبي طالب فمن أحبه علمنا أنه من أولادنا ومن أبغضه انتفينا منه.
  ثم مبايعة أهلها بعد ثلاثة أيام على أنهم عبيد ليزيد فمن أبى ذلك ضربت عنقه وهذه الخصلة وحدها توجب الكفر.
(١) حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس القرشي العامري، كان من مسلمة الفتح وهو أحد المؤلفة قلوبهم، أدركه الإسلام وهو ابن ستين سنة أو نحوها، وأعطي من غنائم حنين مائة بعير، يكنى أبا محمد، وقيل: يكنى أبا الأصبع. مات حويطب بالمدينة في آخر إمارة معاوية وقيل: بل مات سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة. (الاستيعاب في معرفة الأصحاب باختصار).