[بعض الأدلة على أن العترة $ هم الفرقة الناجية]
  من النار إلا وقد ذكرته لكم، ولا شيء يقربكم من الجنة إلا وقد دللتكم عليه، إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت امرؤ حتى يستكمل رزقه فأجملوا في الطلب ..»(١) إلى آخره.
  ومن غير السيلقية عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله ÷ فقال: «ما علمت شيئاً يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، ولا علمت شيئاً يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه، ألا وإنه لن تموت نفس حتى تستكمل ما كتب الله لها من الرزق ..»(٢) إلى آخره.
[بعض الأدلة على أن العترة $ هم الفرقة الناجية]
  نعم، وهذه الفرقة الناجية التي قد بينها ÷ بالأدلة القاطعة والأمارات الظاهرة الواضحة لكل ذي عقل هي عترته ÷ ومن تبعها واقتدى بها في دينها من سائر أمته ÷ لما ثبت من كونهم على محض الحق (بآية المودة) وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، وقد عرف بما تقدم ذكره في فضل العترة $ أن المراد بذوي القربى هنا عترته ÷ فأوجب الله سبحانه مودتهم إيجاباً حتماً من غير شرط وما ذلك إلا لعلمه ø بإيمانهم وأنهم الناجون يوم القيامة لقوله ø: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...} الآية [المجادلة: ٢٢]، (و) كذلك (آية التطهير) وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، فإنها نص في أن الله سبحانه
(١) رواه في السيلقية.
(٢) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وابن أبي شيبة في مصنفه، وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في القناعة والعفاف، والبغوي في شرح السنة.